بينها الرقص والتدخين.. مشاهد تبرأ منها الصوفيون في مولد الحسين
"السلبيات دي على جمب.. لإن الحب مافيهوش سلبيات" قالها الشيخ طلبة بوجه أسمر هادئ يملؤه السلام النفسي، حينما سألناه عن أكثر شيء لا يحبه بأجواء مولد الإمام الحسين، متابعًا أنه بالطبع يكره كل ما يغضب الله.
"المولد زي السوق.. كسب فيه من كسب وخسر فيه من خسر" كلمات الشيخ علي قاسم عن الأجواء غير المحببة في المولد، متابعًا في ثبات "إللي جاي هنا لله أحسنله، وإللي جاي يلعب وإللي جاي يعاكس .. ياريت يروح حتة تانية".
يعتبر الشيخ قاسم أن أهم سلبيات مولد الحسين هي مجالس الرقص والغناء، وتدخين المرأة أو تناولها للشيشة على مرآى الجميع، ويثير غضبه أن تنتسب تلك الأفعال للجماعات المتصوفة، أو يتحاسب عليها المتصوفين قائلًا "مش كل حاجة نعلقها على شماعة التصوف".
أما التسول في الموالد من وجهة نظره يسأل عنه الشرطة، بينما المترددون على الخدمات لا يطلق عليهم متسولون، بينا أضافت "أم أحمد" أن أكثر مات تكرره بأجواء المولد هو الزحام، وأن التدافع والشجار والأصوات العالية ليست من سلوكيات الصوفية، ولا يجوز أن تنتسب لهم".
"لا شك أن ظاهر المولد كله سلبيات" هكذا تعمق بنا أحد كبار شيوخ الصوفية في أهم ما يظلم الصوفية في المولد، مؤكدا أن ما يرى في مولد الإمام الحسين غير حقيقته، حتى صار الأمر في نظر الناس يستحق النقد.
واعترف الإمام الصوفي أن من ينتقد المولد على حق وليس على باطل، لإنه ينتقد مخالفات شرعية بحته، إلا أن هناك فرقا بين الصوفية وعوام الشعب المصري المحب لأهل البيت، وأردف الإمام "الشعب المصري كله محب لآل البيت بالفطرة، حتى المتشددون الذين يمنعون من زيارة الأضرحة ومساجدهم أحيانًا، وهو ما يجعل العوام يتدافعون لزيارة أعتاب أهل البيت، وهو ما لا ينقص من توحيدهم شيء، ولكن كل شخص يحتفل بطريقته.
وأكد الإمام الذي رفض ذكر اسمه أن ما يظهر في المولد هو ليس إلا احتفال العامة، ومن المؤكد إن به مخالفات شرعية مثل تناول الممنوعات في المجالس، ومشاهدة الألعاب النارية، واعتبار المولد وسيلة للتنزه، مميزًا ذلك عن احتفال جماعة تسعى إلى التصوف، فيقومون بزيارة الأضرحة، ويقبلوها حبًا فيما بداخلها، وهو ما نفى حرمته قائلًا "الخلفاء في العهد الأموي والعباسي كانوا يتدافعون لشراء أذافر وقصاصات شعر النبي"، مؤكدًا أنهم فقط يتبركون بهم، وأن كثيرًا من المتصوفيين والعامة يتعاملون مع المقام على أنه صاحبه.