التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 03:04 م , بتوقيت القاهرة

إخوان الأردن.. يطالبون بـ"الشرعية" أيضا

"استنادا لقرار مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين في جلسته رقم 27/21 بتاريخ 14 فبراير/شباط الجاري، فقد تقرر فصل الأستاذ عبدالمجيد الذنيبات من عضوية الجماعة. ونود أن نؤكد أنه لا يمثل الجماعة إلا مكتبها التنفيذي".. هكذا قرر إخوان الأردن يوم الأربعاء، فصل مراقب الجماعة العام السابق، عبدالمجيد الذنيبات، إلى جانب 9 من القيادات، لإدانتهم بالعمل لإنشاء حزب سياسي يحمل اسم "جماعة الإخوان المسلمين"، وهو ما اعتبره قيادي بارز في الجماعة "خيانة عظمى"، فيما اعتبره آخرون محاولة للتشكيك في شرعيتها.


القرار الذي تزامن مع الحكم على نائب المراقب العام للإخوان في الأردن زكي بني أرشيد بالسجن لمدة عام ونصف العام، بتهمة تعكير العلاقات مع دولة شقيقة، تسبب في تعميق الأزمة الداخلية في صفوف التيار السياسي الأكبر في البلاد، ما يثير العديد من التساؤلات حول مستقبل الجماعة في الأردن.



متشددون.. وإصلاحيون


تقول قيادة الإخوان الحالية، التي توصف بـ"المتشددة"، إن الجماعة موجودة بترخيص من رئاسة الوزراء العام 1946، وعلى الرغم من أنه لا ينطبق عليها قانون الأحزاب، فإنه فلا داعي لأي تصويب، حيث لم تتلق من الحكومة، ما يفيد بوجود مشكلة قانونية، وترى أنها صاحبة حق في ممارسة العمل السياسي، باسم الجماعة، وكذلك باسم ذراعها السياسية حزب جبهة العمل الإسلامي.


أما القيادة المنادية بتصويب الأوضاع، التي توصف بـ"الإصلاحية"، فقد تبنت مطلب كثير من القوى السياسية الأردنية، خوفا على مستقبل الجماعة، وترى ظرفا سياسيا خطيرا، حيث وضع الإخوان في مصر، فضلا عن موقف دول الخليج والعراق وسوريا، وأن الأردن يتعرض لضغوط من العرب والغرب، وبالتالي لا بد من تحصين وضع الجماعة.


الشرعية.. مع من؟


وفيما يتسلح "المتشددون" بأن "الشرعية" معهم، وأنهم أصحاب الحق، في أي إجراء يتطلب الظرف القيام به، يرى الفريق الآخر أن الجماعة، ليست ملكا للقيادة الحالية، التي دمرتها وجعلتها في أضيق الزوايا، وهي التي عمقت الخلاف حيث لا زالت إلى أيامنا هذه تقيم تنظيما داخل التنظيم، كما اعترف بذلك بعضهم قبل بضعة أسابيع، وأن الحوار معها وصل إلى طريق مسدود، وأنها لا تملك رؤية لمستقبل الجماعة، الذي يخيم عليه خطر الحظر.


بين الظلام.. والنور


وفي هذا السياق، قال المراقب العام السابق لجماعة الإخوان فى الأرن، عبدالمجيد الذنيبات، لـ"دوت مصر"، تعليقا على قرار فصله، إنه أنشأ حركة لتوفيق أوضاع الجماعة بما يتناسب مع القانون الأردني تسمى "حركة الإصلاح" إلا أن بقية أعضاء الإخوان في الأردن يصرون على العمل في الظلام.


وأكد الزنيبات، "إخوان الأردن" يزعجها العمل في النور والتواصل الرسمي مع الحكومة الأردنية، لافتا إلى أن أعضاء الجماعة اعتادوا العمل السري، وأنه سيواصل جهوده التي يبذلها من خلال هيئة "إصلاح الجماعة".


لا إفراط.. ولا تفريط


وفي ظل التخوفات من انهيار الجماعة في الأردن، سارعت قيادات إخوانية، منها قيادات "مخضرمة"، إلى التعهد بعدم انهيار الجماعة، كما انتقدت القيادة الحالية، محملة إياها مسؤولية اتخاذ قرارات وصفها بـ"المتسرعة" و"المتعنة" في قبول "المبادرات الكثيرة والنصائح الصادقة".


وقالت القيادات في بيانها "آلمنا أشد الألم وآلم كل صادق غيور في الشعب الأردني ما آلت إليه أوضاع الحركة الإسلامية مؤخراً، وللأسف فقد وقع المحظور الذي طالما حذرنا منه، إن لم يتداركه العقلاء".


وختم البيان قائلا: ومع تأكيدنا على شرعية قيادة الجماعة فإننا ندعوها في الوقت نفسه للتراجع فورا عن قرارها الأخير المتعجل، لاسيما وأن المراقب العام كلف 4 من كبار الإخوان من أعضاء مجلس الشورى (الدكتور. عبد اللطيف عربيات، وحمزة منصور، وأحمد الكفاوين، وجميل أبو بكر)، مساء يوم الأربعاء قبل الماضي، لمعالجة الموقف، ولكن الاستعجال في عقد اجتماع مجلس الشورى بعد يومين فقط من هذا التكليف أضاع فرصة استكمال الجهود المبذولة لرأب الصدع.