متى بدأ المصريون يعودون من ليبيا بـ"المروحة"؟
"رجع ومعاه المروحة"، مقولة شعبية متداولة بين أساط المصريين حول عمل الشباب المصري في ليبيا، بدأت هذه المقولة تنتشر منذ فترة الستينيات ولم تنته حتى بعد اندلاع الحرب هناك بين القوى المسلحة الآن.
وعلى الرغم من اشتداد الصراع في ليبيا بعد سقوط العقيد معمر القذافي في أغسطس/آب 2011، إلا أن الشباب المصري استمر في الذهاب للأراضي الليبية على أمل أن يحظى بــ "المروحة". ولكن متى بدأ العمال المصريون يشقون طريقهم غربا نحو ليبيا.
تعود رحلة العمالة المصرية في ليبيا، إلى منتصف القرن الماضي عندما بدأ النفط يتدفق بكميات ضخمة لم تكن متوقعة، فمنذ عام 1955 بدأ التنقيب عن البترول في الأراضي الليبية، بعد أن منحت الحكومة امتياز التنقيب لشركات أجنبية كان من بينها شركات "شل و موبيل وشركة البترول الفرنسية" حتى أنه بلغ عدد الشركات الأجنبية العاملة في مجال البترول بليبيا حوالي 16 شركة.
وفي إبريل/نيسان 1960، تمكنت شركة موبيل أويل من اكتشاف النفط في منطقة تبعد 80 ميلا عن الساحل الليبي كذلك اكتشفت شركة شل آبارا عديدة في مناطق أخرى، ونجحت الشركة الليبية الأمريكية في كشف عدة آبار بالمنطقة الجنوبية الشرقية.
ومع مطلع عام 1962 بدأت العمالة الأجنبية تتوافد على ليبيا، حيث بلغ عددهم 16 ألف عامل أي بنسبة 4.5% من إجمالي العمالة في ليبيا، وشكلت العمالة المصرية الغالبية من العمالة الأجنبية، نظرا للتقارب بين الدولتين حيث لا تفصلهما أي حواجز طبيعية.
أخذت القوى العاملة المصرية في الازدياد ليبلغ 187.9 ألف عامل عام 2000 وبنسبة 13% من إجمالي 1.445 مليون للعام ذاته، ثم أخذ عدد القوى العاملة في الازدياد ليبلغ 2.003 مليون، عام 2006 أي بنسبة 70% من سوق العمل في ليبيا، وبلغ التعداد السكاني الليبي آنذاك 6.5 مليون نسمة.
وعلى الرغم من الأحداث الدامية التي مرت بها ليبيا، قدر رئيس الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء اللواء أبو بكر الجندي أعداد المصريين المتواجدين بليبيا خلال الفترة الحالية ما بين 200 و 250 ألف مصري، وذلك بعد يوم من نشر تنظيم داعش ليبيا فيديو ذبح المصريين الأقباط المحتجزين في ليبيا منذ يناير الماضي.