"داعش ليبيا" يختطف أنظار العالم
تحذيرات مستمرة وجهتها الحكومتان المصرية والليبية من تنامي خطر تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا بما يهدد الأمن والسلم الدولي، تلك التحذيرات التي أهملها المجتمع الدولي في وقت سابق تركزت فيه أنظار العالم إلى تنظيم داعش بسوريا والعراق.
ورغم المطالبات المصرية الدائمة بالشمولية في التعامل مع الإرهاب في كافة أنحاء العالم، إلا أنه يبدو أن المجتمع الدولي توجه للاهتمام بها في الوقت الحالي رغما عنه بعد الحادث الأثيم لمقتل 21 مصريا علي يد داعش.
كافة اجتماعات المجتمع الدولي بشأن ليبيا منذ بداية الأزمة الليبية كانت تتضمن ضرورة التوصل لحوار سياسي بين الأطراف الليبية المختلفة دون التطرق إلى أن تلك الأزمة كانت عاملا أساسيا لتنامي الإرهاب في ليبيا في الوقت الذي تتصارع فيه حكومتا ليبيا علي السيطرة على ليبيا وثروتها النفطية.
مجلس الأمن
يعقد مجلس الأمن اليوم، الأربعاء، جلسة طارئة تعد الأولى من نوعها، تتضمن مناقشة تواجد تنظيم داعش الإرهابي على الأراضي الليبية، كما أنه من المقرر أن يتم عرض مشروعات قرارات تتضمن اقتراحات مصر والدول لآلية التدخل لحل الأزمة الليبية والتعامل مع الجماعات الإرهابية هناك، بعد إدانات مجلس الأمن بمقتل المصريين في ليبيا.
وكان آخر قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن ليبيا هو ما جاء بالفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، بشأن التدخل العسكري في ليبيا قبل نحو أربع سنوات للإطاحة بالرئيس السابق معمر القدافي.
وهو ما تجدد في الوقت الحالي من مطالبات للتدخل في ليبيا لفرض الأمن والنظام ومواجهة داعش ليبيا، الذي أقدم على إعدام 21 مصريا ذبحا بعد تردي الأوضاع الأمنية وسيطرة الجماعات المسلحة والتنظيمات الإرهابية، مثل تنظيم أنصار الشريعة الذي أعلن ولاءه لتنظيم الدولة الإسلامية.
الدول العربية
تناول البرلمان العربي في جلسته الختامية بحضور وفد ليبي بالقاهرة آليات تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك، حيث رفع للأمانة العامة لجامعة الدول العربية توصيات تعني بالأمن القومي العربي ورؤيته فيما يخص الأمن القومي العربي يأتي على رأس هذه التوصيات تحفيزه لتشكيل قوة تحمي مقدرات وأبناء العالم العربي وتحمي أراضيه بصورة عامة.
وعلى الجانب الآخر، توجه الأمير القطري تميم بن حمد اليوم الأربعاء إلى المملكة العربية السعودية، حيث ذكرت مصادر دبلوماسية عربية رفيعة المستوي لـ"دوت مصر"، أن اللقاء للوقوف على الموقف القطري في دعم الجماعات الإرهابية، وهي المرة الأولى التي يلتقي فيها خادم الحرمين الملك سالمان بتميم بعد نقضه للمصالحة المصرية القطرية بعد وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
وأكدت المصادر أن الملك سالمان وجه تحذيرا لتميم حول دعمه للجماعات الإرهابية المتطرفة في المنطقة العربية، خاصة ليبيا بما يهدد الأمن العربي.
ومن ناحية أخرى، تبنت المجموعة العربية في نيويورك عناصر مشروع القرار المصري حول ليبيا، والذي من المقرر أن تقدمه الأردن نيابة عن الدول العربية بالجلسة الطارئة لمجلس الأمن.
التحالف الدولي
أدانت دول التحالف الدولي ضد داعش الحادث الإرهابي لمقتل 21 مصريا قبطيا في ليبيا كانت في مقدمتهم إيطاليا التي حمل الفيديو الذي بثته داعش عن مقتل المصريين تهديدا واضحا لها، حيث حث وزير الخارجية الإيطالي باولو غينتيلوني المجتمع الدولي على "تسريع وتيرة إيجاد حل سياسي للوضع الأمني المتدهور في ليبيا قبل فوات الأوان"، مشددا على ضرورة مضاعفة الأمم المتحدة جهودها لتعزيز الحوار السياسي بين الليبيين المنقسمين بين الميليشيات المتقاتلة والفصيل الإسلامي والمنافسات القبلية.
وعلى الجانب الآخر أصدر البيت الأبيض بيانا أدان فيه الحادث الإرهابي، وشدد على ضرورة أن يتوجه المجتمع الدولي للاتحاد والوقوف ضد داعش، لافتا إلى الحاجة الملحة للتوصل إلى تسوية سياسية للصراع الدائر في ليبيا بما يعود بالفائدة على الجماعات الإرهابية، خاصة داعش .