الصراع على حلب يشعل معارك طاحنة بسوريا
لا يبدو أن المعارك في شمال سوريا أقل أهمية عن المعارك الدائرة في الجنوب، حيث إن تطورات المشهد "الحلبي"، وخسائر النظام والمعارضة البشرية، منذ يوم أمس الثلاثاء، التي وصلت إلى ما يقارب 200 قتيل، تشير إلى أن ميزان القوى لم يمل لصالح أي طرف حتى الآن.
المعارك التي أطلقها النظام السوري شمال حلب تهدف لقطع خطوط إمداد مقاتلي المعارضة السورية باتجاه مدينة حلب، والقيام بعملية التفاف من شمال شرق حلب باتجاه شمالها الغربي، وإحكام طوق عسكري حول المدينة لفصل المدينة عن الريف.
عشرات القتلى
هذه المعلومات جاءت بالتزامن مع تأكيد المرصد السوري لحقوق الإنسان لـ"دوت مصر"، أن هناك أكثر من 95 قتيلا من قوات النظام السوري خلال هذه المعارك، إضافة إلى مقتل 80 عنصرا قوات المعارضة.
وبحسب المعلومات الواردة من الناشطين على الأرض ووسائل الإعلام الموالية للنظام في سوريا، يبدو واضحا أن قوات النظام السوري مدعومة بميليشيات الدفاع الوطني وعناصر من إيرانية وأفغانية ومن حزب الله، حاولت الالتفاف على مناطق المعارضة، وتمكنت أمس من التقدم نحو بلدات "حردتنين" و"رتيان" و"باشكوي" (شمال حلب)، وتشكيل خط لحصار قوات المعارضة وقطع خطوط إمدادها.
فيما قالت الوكالة العربية السورية للأنباء، إن "الجيش" بسط سيطرته على 6 قرى على الأقل في ريف حلب الشمالي.
قطع الإمداد
رامي عبد الرحمن يتابع القول لـ"دوت مصر"، بأن قوات النظام قطعت خط إمداد واحد وهو حندرات (شمال حلب)، وهي الآن مستمرة في المحاولة، لكن اليوم المعارك متوقفة بسبب الأحوال الجوية الصعبة.
وأضاف أن قوات النظام تقدمت إلى رتيان لكنها تكبدت خسائر فادحة وصلت إلى 105 قتلى، وأشار إلى إمكانية قيام قوات النظام بالهجوم على مدينة بيانون انطلاقا من ريتان، في مقابل هجوم آخر من قبل الميليشيات الموالية له في الزهراء على بيانون من جهة الشمال، إلا أن قوات المعارضة تمكنت من صد هجوم النظام ما أدى لسقوط عدد كبير من القتلى في صفوف النظام والمعارضة.
حرب تطويق
وكانت شبكة سوريا مباشر، أكدت أن المعارضة المسلحة انسحبت من بلدتي باشكوي وحردتين.
وتسعى قوات النظام حسب ما ذكرته وسائل إعلام موالية له، إلى تطويق المناطق التي تسيطر عليها عدة فصائل من المعارضة في مدينة حلب.
ونشرت مواقع المعارضة عددا من مقاطع الفيديو التي يصعب نشرها لأسباب مهنية، حيث أكدت فصائل المعارضة مقتل العشرات من قوات النظام على جبهة الملاح شمال حلب.
جهود دي ميستورا
ويكافح وسيط من الأمم المتحدة إلى سوريا، فإن دي ميستورا منذ شهور للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في حلب التي كان من المتوقع منذ فترة طويلة أن تطوقها قوات النظام بهدف إخراج قوات المعارضة.
وقال أمام مجلس الأمن الدولي، أمس الثلاثاء، إن الحكومة السورية مستعدة لتعليق قصفها الجوي لحلب 6 أسابيع، للسماح بترتيب وقف لإطلاق النار في المدينة الواقعة شمالي سوريا.
ومنذ أكتوبر 2014، يعمل دي ميستورا على وضع خطة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في مناطق محددة بسوريا تبدأ بحلب.