تصوير – محمد غنيم
 
ترأس بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، البابا تواضروس الثاني، اليوم الثلاثاء، القداس الإلهي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لتأبين شهداء مصر الـ21، الذين قتلهم تنظيم داعش، أمس الأول، فى ليبيا.
 
وقال البابا تواضروس، خلال وعظته، إنه خلال هذه الأيام التى نحتفل فيها بالصوم المقدس، ونرفع صلواتنا إلى الله من أجل سلام بلادنا، انتقل يوم الأحد الماضي شهداء جدد إلى السماء، مضيفا: "نحن أمام الموت يزداد إيماننا بالله ونؤمن أنه يدبر كل شيء، وتاريخ وطننا وكنيستنا يؤكد أن كل شهيد يسقط يقوي إيماننا أكثر وأكثر".
 
وأوضح أن التحقيقات كانت مستمرة حول عملية اختطافهم من جانب السلطات في الدولة، ولكن الغموض كان يسيطر على الحادثة، مشيرا إلى أن الكنيسة ودعت شهداء الإيمان، الذين وجدناهم ثابتين وصامدين حتى اللحظة الأخيرة، والكتاب المقدس يقول "طوبى لمن اخترته يا رب ليسكن في ديارك".
 
وأضاف البابا تواضروس أن الرئيس السيسي عندما قدم خطابه بعد الحادث بوقت قليل كان يحمل في داخله مشاعر الغضب والقلق والكرامة الإنسانية، كما أنه زار مقر الكاتدرائية لتقديم التعزية، وهو سيظل حبيبًا لكل المصريين.
 
وتابع:"على نفس هذا الضرب كان رئيس مجلس الوزراء إبراهيم محلب و الوزارء، حيث قدموا جميعا تعزياتهم، ووعدوا باتخاذ إجراءات عاجلة للتخفيف عن أسر الضحايا، وبناء كنيسة تحمل اسم "الشهداء الـ21" في مسقط رأسهم بمحافظة المنيا، ولا بد أن نذكر زيارة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب والسفير الليبي، وعدد من سفراء الدول بالقاهرة".

وقدم البابا التعزية باسم المجمع المقدس والكنيسة الأرثوذوكسية لأسر الشهداء، مؤكدا أن رد القوات المسلحة كان سريعًا وشفا غليل المصريين، وهو ما يُظهر أن مصر لا تترك حقها أبدا.

حضر القداس السفير البريطانى بالقاهرة، جون كاسون، وأستاذ العلوم السياسية منى مكرم عبيد، وعضو المجلس القومى لحقوق الإنسان جورج إسحاق، فيما شهد محيط الكاتدرائية تواجدا أمنيا مكثفا، حيث تواجدت ثلاث مدرعات أمن مركزي حول مقر الكاتدرائية، إضافة إلى مدرعة تابعة للقوات المسلحة في الداخل.

وكان البابا قد كلف عددًا من الأباء الأساقفة بإقامة قداسات بكنائس مسقط رأس الشهداء، لمدة ثلاثة أيام، بدءًا من اليوم و حتى الخميس المقبل.