تناولت الصحف العالمية إعدام داعش للمصريين المختطفين في ليبيا ونشر مقطع الفيديو الخاص بالإعدام، وركزت على الرد المصري على هذه العملية الإرهابية، بغارات شنتها القوات المسلحة على مخابئ داعش في ليبيا، حيث ركزت على كونها المرة الأولى التي تضرب فيها الطائرات المصرية مواقع في ليبيا بشكل علني، بعدما كانت مليشيات فجر ليبيا قد اتهمت مصر والإمارات بشن غارات جوية الصيف الماضي وتوقعت الصحف أن تكون الغارات المصرية في ليبيا هي الأقوى.

الصحف البريطانية

ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن حادث مقتل المصريين بليبيا على يد تنظيم داعش يظهر مدى انتشاره السريع، مشيرة إلى أن الفيديو الذي يظهر مقتلهم أثار رعب الرأي العام في مصر والدول العربية والإسلامية على حد سواء، مشيرة إلى أن حالة الفوضى في ليبيا جعلت مصر وحلفاءها في الخليج يعربون عن قلقهم عن طريق ضرب ليبيا، معتبرة أن الضربات الجوية التي تشنها مصر ستكون الأقوى.

فيما أشارت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية إلى أن مقطع الفيديو الذي نشره التنظيم، ويظهر خلاله إعدام جماعي للرهائن المسيحيين، قد أثار الاشمئزاز في جميع أنحاء العالم، ونقلت عن وزير الخارجية البريطانية، فيليب هاموند، قوله  إن مثل هذه الأعمال ‏الهمجية تقوي العزم علي مكافحة خطر الإرهاب المتنامي في ليبيا.

وأكدت صحيفة "فايننشيال تايمز" أنها المرة الأولى التي تشن فيها مصر ضربات جوية ضد ليبيا، على الرغم من اتهامات قوات "فجر ليبيا" في أغسطس الماضي  الإمارات ومصر بشن غارات جوية على طرابلس، مشيرة إلى أن تنظيم داعش استخدم وسائل إنتاج عالية لإصدار مقطع الفيديو الذي يظهر إعدام المصريين.

الصحف الأمريكية

وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" إن الفيديو الذي نشر مساء الأحد، هو الأول من نوعه، والذي يبثه التنظيم لمثل هذه العمليات من خارج الأراضي السورية أو العراقية، موضحة أن الفيديو ربما يقوض مساعي الرئيس الأمريكي لحشد القوى العسكرية لمحاربة التنظيم في حرب مفتوحة، خاصة وأن الصراع ربما يمتد نحو أراضٍ جديدة لم تكن في الحسبان، كما حدث في ليبيا.

أما صحيفة "واشنطن بوست" فركزت على القصف المصري على معاقل التنظيم بليبيا فجر الإثنين، موضحة أنها المرة الأولى للمؤسسة العسكرية المصرية الإعلان عن انغماسها في عمل عسكري في ليبيا، حيث أن وجود التنظيم يبدو تهديدا واضحا للأمن في مصر.

وأوضحت الصحيفة أن الفيديو الذي بثه التنظيم لمقتل الأقباط المصريين في ليبيا يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن داعش أسست بالفعل خلايا تابعة لها في ليبيا، على بعد أقل من 800 كيلو متر من جنوب إيطاليا.

ومن جهتها، أكدت صحيفة "التايم" الأمريكية أن ليبيا أصبحت الجبهة الثانية في الحرب الغربية ضد تنظيم داعش، موضحة أن التنظيم المتطرف فاز بولاء الميليشيات في ليبيا ليصبح صاحب اليد العليا بين التنظيمات الأخرى في المنطقة، وعلى رأسها تنظيم القاعدة.

الصحف الفرنسية

علقت صحيفة "لوباريزيا" الفرنسية على فيديو ذبح داعش 21 مصريا في ليبيا قائلة إن التنظيم أصبح يهدد أوروبا مباشرة، وأنه قد وجه تهديدات مباشرة إلى القارة الأوروبية، مشيرة إلى أن هذا الفيديو يأتي بعد أيام قليلة من ذبح ذراع التنظيم في سيناء لـ8 مصريين بنفس الطريقة.

وتشير الصحيفة إلى أن فيديو الذبح يرجع إلى 12 فبراير الجاري على الأقل، فالعدد الجديد من مجلة "دابق" الذي صدر الخميس الماضي شمل تقريرا عن اختطاف 21 قبطيا مصريا، كما شمل صور جاءت من محتوى الفيديو الذي نشر مساء أمس.

وأشارت القناة الفرنسية إلى أن مصر لم تنتظر طويلا، حيث تحركت طائرات مصرية في الساعات الأولى من اليوم لقصف مواقع تنظيم داعش في ليبيا، هذه الضربات الجوية قصفت معسكرات وأماكن حشد ومخازن أسلحة لتنظيم داعش.

ولفتت "فرانس 24" إلى أنه بعد هذا الفيديو بات من الضروري تسوية سياسية للصراع في ليبيا من أجل انهاء هذه الفوضى، مشيرة إلى بيان المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض، جوش ارنست، الذي دعا إلى حل سريع للأزمة الليبية التي لا تخدم سوى الجماعات الإرهابية.

ووصفت إذاعة فرنسا الدولية ذبح داعش لـ21 مواطنا مصريا في ليبيا بأن التنظيم يتوسع في الأراضي التي يسيطر عليها، مشيرة إلى أن الطائرات المصرية قامت بهجوم مكثف على أهداف تابعة للتنظيم في ليبيا.

وتابعت الإذاعة القول إن هناك قلق شديد حيال 700 ألف عامل مصري لا يزالوا في ليبيا، لافتة إلى أن الفيديو لاقى غضبا حادا في مصر.