"محمد نجيب".. كاتب بدرجة رئيس جمهورية
رغم قصر مدته فترته الرئاسية، لم يخف الرئيس الأسبق لمصر، محمد نجيب الجانب الأدبي بداخله، فأثرى حياة الأدب بمجموعة قليلة وقيمة من الكتب، ظلت عشقه، كما أمضى أيامه الأخيرة، تحت الإقامة الجبرية قارئا، بعد عزله من قيادة الثورة، بعيدا عن الحياة السياسية لمدة 30 سنة.
في عمر الأربعين، ألف "نجيب" كتابه الأول، وهو "رسالة إلى السودان"، وهو عبارة عن مجموعة من الرسائل وضعها نجيب، بادئًا أولاها بعنوان :"ماذا يجري في السودان؟" عام 1943، تبعها برسالتين هما: "يد الاستعمار على حدود السودان" و "اللغة والأدب في جنوب الوادي".
وكانت الرسائل تهدف إلى التعريف بالسودان ونشر الحقيقة عنه، سواء كانت مجهولة أو مستورة عن عيون المصريين.
وبسبب عشق الرئيس الأسبق للكتابة، قرر أن يضم شهادته للتاريخ من خلال كتاب "كلمتي للتاريخ"، كما وضع "نجيب" مؤلفا آخر وهو "كنت رئيسا لمصر" كتبه في عام 1984، وتحدث فيه عن حياته.
وكان نجيب يقضى معظم وقته فى غرفته أثناء فترة إقامته الجبرية، والتى كانت مهملة و بها سرير متواضع، تخفي ملامحه كثرة الكتب الموضوعة عليه، وكان فى هذه الحجرة الفقيرة يداوم على قراءة الكتب المختلفة فى شتى أنواع العلوم، خاصة الطب والفلك والتاريخ
ويقول نجيب في كتابه "كنت رئيسا لمصر" : "هذا ما تبقى لى، فخلال الثلاثين سنة الماضية لم يكن أمامي إلا أن أصلي أو أقرأ القرآن أو أتصفح الكتب المختلفة".