"النقشبندي".. سيد المداحين الذي عشقه السادات
بدأت علاقته في وقت مبكر مع الشيخ سيد النقشبندي حين كان رئيسا لمجلس الأمة قبل أن يصبح رئيسا للجمهورية، وجاء ذلك من خلال الدكتور محمود جامع أحد أصدقاء الرئيس الراحل محمد أنور السادات المقربين وطبيبه الشخصي.
كان السادات عاشقا للإنشاد الديني، وكان النقشبندي قد اكتسب شهرة واسعة في سوهاج، حيث عاشت أسرته، وفي طنطا التي انتقل إليها بعد رؤية رأى فيها الإمام البدوي يناديه فشد الرحال إلى جواره، حيث احتل الإنشاد الديني فقرة أساسية يفتتح بها السادات كل احتفالاته في ميت أبو الكوم قبل توليه الرئاسة، وكان النقشبندي حاضرا في كل هذه الاحتفالات، وكذلك بعد أن أصبح رئيسا.
وفى عام 1972 كان السادات يحتفل بخطبة إحدى بناته في القناطر الخيرية، وكان النقشبندي موجودا في الاحتفال حيث كان له فقرة رئيسية في الاحتفال الذي كان يحضره الملحن بليغ حمدي.
"مولاي إني ببابك قد بسطت يدي.. من لي ألوذ به إلاك ياسندي" هذه الكلمات الملائكية التي مازالت تتصدر قائمة الأناشيد الدينية كتب كلماتها الشاعر عبد الفتاح مصطفى، ولا يعرف الكثيرون أن الموسيقار بليغ حمدي هو من قام بتلحين هذا الابتهال في أول تعاون بينه وبين الشيخ سيد النقشبندي، ويرجع الفضل في هذا التعاون للرئيس السادات.
ويحكى القاموس الإذاعي وجدي الحكيم عن هذه الواقعة، قائلا:" إن السادات قال لبليغ حمدى: " عاوز أسمعك مع النقشبندي"، وكلف الحكيم بفتح استديو الإذاعة لهما، وعندما سمع النقشبندي ذلك وافق محرجا وتحدث مع الحكيم بعدها قائلا: "ماينفعش أنشد على ألحان بليغ الراقصة".
وذلك لأن النقشبندي تعود على الابتهال بما يعرفه من المقامات الموسيقية، دون أن يكون هناك ملحن، وكان في اعتقاد الشيخ أن اللحن سيفسد حالة الخشوع التي تصاحب الابتهال، ولذلك كان رد الشيخ: على آخر الزمن يا وجدى "هاغنى"؟ في إشارة إلى أن الابتهال الملحن يجعل من الأنشودة الدينية أغنية.
وطلب الشيخ الجليل من الحكيم الاعتذار لبليغ، ولكن استطاع الحكيم أن يقنعه بأن يستمع إلى ألحان بليغ، واصطحبه إلى استديو الإذاعة وفي هذا اللقاء انتهى بليغ من تلحين "مولاي إنى ببابك" التي كانت بداية التعاون بين بليغ والنقشبندي، أسفر بعد ذلك عن أعمال وابتهالات عديدة هي أشرق المعصوم، أقول أمتي، أي سلوى وعزاء، أنغام الروح، رباه يا من أناجي، ربنا إنا جنودك، يارب أنا أمة، يا ليلة في الدهر "ليلة القدر"، دار الأرقم، إخوة الحق، أيها الساهر، ذكرى بدر.