التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 10:30 ص , بتوقيت القاهرة

بروفايل| أبو الفتوح صاحب تصريحات النيران الصديقة

أعلنت اللجنة العليا للانتخابات الداخلية بحزب "مصر القوية"، فوز الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح برئاسة الحزب، في المؤتمر العام الذي عقد أمس الجمعة، إلى جانب انتخاب أحمد فوزي أمينا عاما.


وفي كلمته بعد إعلان فوزه برئاسة "مصر القوية" عاد أبوالفتوح إلى إطلاق تصريحاته النارية، التي تنتقد نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتصف مشهد 3 يوليو 2013 وخارطة الطريق بـ"الانقلاب على الدستور والمسار الديمقراطي"، ما اعتبرها البعض تصريحات النيران الصديقة، إذ تضعه في مواجهة مع التيار السياسي الغالب في البلاد، والذي يسير في اتجاه دعم النظام.


وتتماس تصريحات أبوالفتوح مع الرؤية التي تتبناها جماعة الإخوان المسلمين، التي انشق رئيس "مصر القوية" عنها مهاجما مكتب إرشادها وسياساته، قبل أن يؤسس الحزب ويترشح في انتخابات الرئاسة عام 2012، ضد زميله السابق في الجماعة والذي أصبح رئيسا لمصر، الدكتور محمد مرسي.


انتقاد أبو الفتوح للإخوان ومحاولته في الوقت نفسه الحفاظ على منهجهم، مع الانفتاح على التيار الليبرالي ومحاولة التقارب مع اليساريين، قبل أن يعلن تأييده لثورة 30 يونيو 2013 ضد حكم الجماعة، جعل البعض يلقبه بـ"أبو الفتوح ميكس"، وبخاصة أنه على رغم موقفه من الثورة، عارض خارطة الطريق المعلنة في 3 يوليو والتي تضمنت عزل مرسي.


الطالب عبدالمنعم أبوالفتوح


كان عبد المنعم أبو الفتوح، متميزا داخل الجامعة ومهتما بشؤون الطلاب، وهو ما ساعده على تولي منصب رئيس اتحاد كلية طب "قصر العيني" التي كانت في ذلك الوقت رائدة في العمل الإسلامي، ثم أصبح بعد ذلك رئيسا لاتحاد طلاب جامعة القاهرة، وانضم بعدها لجماعة الإخوان وظل بها إلى أن شغل منصب عضو مكتب الإرشاد بها منذ عام 1987 حتي 2009.


تأسيس "مصر القوية"


أعلن عبد المنعم الفتوح استقالته من جماعة الإخوان والتي كان يشغل عضو مجلس الشورى العام وعضو مكتب الإرشاد، في نهاية شهر مارس 2011 عقب قيام ثورة يناير، معلنا تأسيس حزبه السياسي "مصر القوية" لشارك من خلاله في الحياة السياسية.


الانتخابات الرئاسية 2012


شارك أبوالفتوح في الانتخابات الرئاسية لعام 2012، بعد استيفاء الشروط المقررة للترشح وجمع وتخطيه عدد التوكلات المطلوبة وهو 30 ألفا، ورحبت القوى السياسية بالقرار، ولكنه لاقي اعتراضا من قبل مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين، لإعلانهم عدم تقديم أي مرشح للانتخابات الرئاسية في ذلك الوقت.


نجح أبو الفتوح في تشكيل ائتلاف متنوع التوجهات لدعمه، فدعمه مجموعة من الشخصيات الشبابية الثورية مثل وائل غنيم والكاتب بلال فضل، وحاز على تأييد عدد من الأحزاب ومنها حزب النور والدعوة السلفية، وحزب الوسط وحزب البناء والتنمية.


عقب الانتخابات الرئاسية والتي فاز بها محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين، هنأ محمد مرسي وظل داعما له ومؤيدا له علي الرغم من رفض القوى السياسية والثورية لسياسة المعزول آنذاك وإنشاء جبهة الإنقاذ التي رفض أبو الفتوح الانضمام لها، إضافة إلى أنه طوال فترة محمد مرسي لم يكن له دور سياسي أو حزبي.


ثورة 30 يونيو


أعلن أبو الفتوح تأييده لثورة 30 يونيو، إلا أنه رفض ما وصفه بـ"انقلاب 3 يوليو" والذي نص علي عزل محمد مرسي، وإقرار خارطة طريق مستقبل، تبدأ بتعديل الدستور وانتخابات رئاسية مبكرة وإجراء انتخابات برلمانية.



قاطع عبد المنعم أبو الفتوح الاستفتاء على دستور 2014، والمشاركة في الانتخابات الرئاسية، والانتخابات البرلمانية، إضافة إلى أنه أعلن في ذلك الوقت أنه لن يتخلى عن استدعاء الجماهير وفق آلية سياسية وقانونية منضبطة كوسيلة لحسم الخلاف السياسي في أي وقت من الأوقات، بشرط أن تكون عملية جادة وحقيقية، وأن تجرى وفق قواعد ديمقراطية سليمة تعطي الحرية لكل الآراء المختلفة والمتنوعة، وفي أجواء طبيعية تضمن الحريات السياسية والمدنية لكل المواطنين بلا استثناء، وأعلن أنه سيطعن علي نتيجة الدستور.


أعلن أبو الفتوح خلال الفترة السابقة عن مبادرات سياسية تضمن إجراء حوار وطني مع جميع الأطراف السياسية، وهو ما لاقي رفضا قاطعا من قبل جميع أحزاب والقوى السياسية، التي اتهمت أبو الفتوح بأنه يتلقي تعليمات من التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، وما زال علي اتصال بهم.



اتهم عبدالمنعم أبوالفتوح في أحد لقاءاته أجهزة الدولة، بأنه تضييق القنوات الإعلامية من حوله، وترفض ظهوره وإقامة مؤتمراته وندواته السياسية، وقال إن ما يحدث الآن من قبل النظام سيجعل نهايته أسوأ من نهاية نظام مبارك.


عقب انتحار الناشطة زينب المهدي والتي كانت إحدى أعضاء حزبه واستقالت مع إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية، عقب أبو الفتوح  بعد مرور 5 أيام على الحادثة، برسالة عنوانها "رسالة إلى كل زينب"، طالب فيها المحبطين بـ"مواصلة معركة التغيير، وعدم الانسحاب من أرض المعركة بالانتحار أو الاختفاء".


ودعا إلى استمرار التظاهر ومواجهة ما وصفه بـ"العنف القمعي" تجاه القوى السياسة، والحفاظ علي مكتسبات ثورة يناير، وذلك خلال كلمته بمناسبة الذكري الرابعة للثورة.