التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 10:35 ص , بتوقيت القاهرة

باب المندب.. حلم حوثي يصعب تحقيقه

يضع الحوثيون يدهم على صنعاء، ويستولون على سلاح الدولة اليمنية، وينصبون الحواجز على حدود البلاد، وكلها شؤون داخلية، لكنهم اليوم يدرسون الإقدام على خطوة إستراتيجية ثقيلة، ربما تغير ميزان القوى في المنطقة، من خلال السيطرة على مضيق "باب المندب".


الطبيعة الجغرافية لـ"باب المندب" جعلته من أهم الممرات المائية في العالم، وتمر منه ما يقرب من 25 ألف سفينة سنويا، أي ما يعادل 7% من نسبة الملاحة في العالم، وازدادت أهميته مع ازدياد أهمية النفط في الخليج العربي.


حلم إستراتيجي


ظلت أهمية مضيق "باب المندب" محدودة حتى افتتاح قناة السويس، فأصبح من أهم المعابر البحرية في العالم، فهو عمليا يتحكم في تجارة 3 قارات (آسيا وإفريقيا وأوروبا) فضلا عن أهميته كممر لنقل نفط المنطقة إلى الأسواق العالمية.


يربط المضيق بين المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط، وبسبب ذلك كان حلم جميع الإمبراطوريات في القرون الوسطى والدول الاستعمارية في القرنين 19 و20، والآن أصبح حلم الحوثيين في اليمن، فبعد سيطرتهم على "ميناء الحديدة"، أصبح "باب المندب" هدفهم الجديد ليسيطروا على الشريط الساحلي بأكمله، ما يسهل التحكم بقناة السويس المصرية.



برعاية إيران


تعتبر دول الخليج أن سيطرة الحوثيين على مضيق باب المندب خطرا كبيرا على تجارتهم النفطية، كما يشكل خطرا على مصر والسودان وإريتريا وجيبوتي، فضلا عن إسرائيل التي تتطلب مصالحها في اليمن الإبقاء على حرية الإبحار عبر البحر الأحمر. 

وبحسب صحيفة "الشارع" اليمنية، فإنه مع سيطرة جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) المدعومة من إيران، على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر/ أيلول الماضي، واتجاهها غربا للسيطرة على المناطق الساحلية وبالأخص باب المندب، تصاعدت مخاوف دولية وبخاصة في الغرب، من تهديد محتمل لمصالحها المرتبطة باللممر المائي.


وتؤكد مجلة "نيوزويك" الأمريكية، أن توجه الحوثيون إلى مناطق جنوب غربي اليمن، سيمنح حلفاءهم الإيرانيين السيطرة على مضيق باب المندب، الرابط بين خليج عدن والبحر الأحمر، ويمر منه الجانب الأكبر من التجارة بين أوروبا وآسيا، و30% من نفط العالم يوميا، وإذا تحكمت طهران في المضيق، ستتمكن من  إعادة تشكيل السياسات التجارية والعسكرية في العالم على نطاق واسع.


في السياق نفسه تشير مجلة "فورين بولسي" إلى أن نجاح الحوثيين في السيطرة على باب المندب، ستمكنهم من السيطرة على ممر الملاحة من الخليج العربي إلى قناة السويس.


مصر تهدد



وعند هذه النقطة، يشدد خبراء عسكريون مصريون على أن الحوثيين "سيكتبون نهايتهم" لو فكروا في احتلال مضيق باب المندب، وأن مصر ودول العالم ستدخل حربا ضدهم لو خططوا لذلك، وبخاصة بعد استيلائهم على ميناء الحديدة، أقرب المدن إلى هذا المضيق الملاحي الهام.


رئيس مجلس الوزراء المصري إبراهيم محلب، أكد بنفسه للصحف المحلية، أن "مصر لن تسمح بشكل من الأشكال بسيطرة الحوثيين في اليمن على مضيق باب المندب، مضيفا أنها "قادرة على الرد بالطريقة التي تراها" مناسبة لها.


لم يكن هذا كل شيء، فبحسب محلب، أعدت مصر قوة تدخل سريع يمكنها التدخل في حال هدد الحوثيون الممرات الملاحية الإستراتيجية في البحر الأحمر، وهذه القوة تابعة للجيش الثالث الذي يدير العمليات الأمنية والاستخباراتية في البحر الأحمر من مقره في محافظة السويس.


 



 


تدخل عسكري

ووفقا لوكالة "أسوشييتد برس" الأمريكية، اتفق مسؤولون مصريون وسعوديون على إنشاء وحدة بحرية مشتركة تتكون من آلاف العسكريين، للتدخل السريع في حال تعرض مضيق باب المندب للعبث، أو تعطيل الشحن، وبحسب تقارير الوكالة، تعتبر السعودية ومصر القوى الأكبر في المنطقة، وباستيلاء الحوثي على صنعاء تواجه هذه القوى تهديدا ملحا وتفوقا جيوسياسيا جديدا لطهران.