التوقيت الأربعاء، 06 نوفمبر 2024
التوقيت 01:06 ص , بتوقيت القاهرة

بروفايل| جلال عامر .. مصر فى كلمتين

لم يمر حدث فى مصر إلا و تذكرنا كتاباته؛ فكانت أصدق ما عبر عن الوطن، الذى عاش مشغولًا به طوال حياته.


كانت سخريته قذائف أطلقها فى وجه تيار الإسلام السياسى، أعضاء الحزب الوطنى، الفاسدين فى مؤسسات الدولة، المحاربين للديموقراطية و الحرية، التى طالما دافع عنها و رأى أن مصر إذا اتبعتها ستصبح أكثر الدول تقدمًا.


جلال عامر، صاحب عمود "تخاريف" بجريدة المصرى اليوم، الغائب منذ ثلاثة أعوام، لازال حيًا بمواقفه التى لم تعرف الخوف يومًا، وبكلماته البسيطة التى ابتعدت عن أحاديث النخبة "المعقدة" – حسبما وصفها.


عاش جلال عامر، المولود فى 25 سبتمبر 1952، مقاتلًا منذ أن اتخذ قراره بدخول الكلية الحربية، و حتى مشاركته فى حروب مصر الثلاثة، وصولًا إلى مقالاته التى تمتعت بالسخرية اللاذعة فى عدد من الصحف.


"أصابع «زينب» رغم حلاوتها لا تعزف، ولقمة القاضى رغم روعتها «لا تحكم»، والقانون لا يحمى المواطنين" .. 


"نحن ديمقراطيون جدًا.. تبدأ مناقشاتنا بتبادل الآراء فى السياسة والاقتصاد، وتنتهى بتبادل الآراء فى الأم  والأب" .. 


"ما يحدث فى مصر هو تهذيب لأوراق  شجرة الفساد وليس اقتلاعًا لجذورها، لذلك لا أرى نورًا أو ظلامًا بل أرى الغسق".. 


"الإعلام المصرى لم ينصلح حاله منذ بدأ على جدران معبد الكرنك حتى انتهى داخل جدران ماسبيرو" .. 


هكذا كانت رؤيته فى القانون و الديموقراطية و الفساد و الإعلام فى مصر. 


لم يتحمل جلال عامر مشهد إقتتال المصريين فى مسيرة بالأسكندرية كانت تنادى بإسقاط حكم المجلس العسكرى؛ فرحل الرجل الذى لخص الحالة المصرية بأكملها فى سطور أو ربما فى كلمتين إثر أزمة قلبية فى 12 فبراير 2012.