بي بي سي: هل تتغير المملكة في عهد الملك سلمان؟
تحقيق الأمن والحفاظ على الاستقرار كانت في مقدمة الوعود التي قطعها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز على نفسه، عندما تولى عرش المملكة في شهر يناير الماضي، خلفا للملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، بحسب ما ذكر موقع "بي بي سي" البريطاني، متسائلا عن المسار الذي قد تتخذه الإدارة السعودية في العهد الجديد.
وأوضح الموقع أن هناك حالة من الجدل حول إمكانية إقدام الملك الجديد على مواصلة طريق الإصلاح الذي بدأه الملك عبدالله، في ظل مخاوف كبيرة يثيرها البعض من تراجع الإصلاحات خلال المرحلة المقبلة.
ويقول رئيس تحرير صحيفة "أراب نيوز" السعودية خالد المعينا إن تلك المخاوف لا أساس لها، حيث إن الملك الجديد سوف يتبع ذات النهج الذي سبقه إليه أسلافه، موضحا أنه سبق وأن التقى به مرات عديدة، حيث يتمتع بثقافته ومعرفته الكبيرة، بالإضافة إلى ذكائه الحاد وانضباطه الشديد.
وأضاف أن الملك سلمان ربما يحظى باحترام كافة أفراد الأسرة المالكة بالسعودية، حيث إنه دائما ما كان يلعب دور الوسيط بين أفرادها في حالة نشوب أي خلاف فيما بينهم، إلى جانب إنجازاته في الرياض التي تمكن من تحقيقها خلال توليه مسئولية الإمارة، حيث تحولت المدينة من مجرد مدينة صحراوية إلى مدينة مترامية الأطراف صارت مركزا لناطحات السحاب وسلاسل المطاعم العالمية.
الملك سلمان كان أحد أكبر الداعمين للمرأة في الرياض، عندما كان أميرا لها، هكذا يقول رئيس تحرير الصحيفة الناطقة بالإنجليزية، موضحا أنه "قبل سنوات، كان من المستحيل أن ترى امرأة في الاجتماعات والندوات التي يتم تنظيمها في العاصمة السعودية، بينما أصبحت المرأة حاضرة بقوة في المشهد الان بالرياض"."
بينما تبقى العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية أحد التساؤلات الهامة التي يمكن طرحها في ظل تواجد الملك الجديد، خاصة وأن العلاقات الأمريكية السعودية شهدت قدرا من التوتر منذ اندلاع ثورات الربيع العربي في 2011، بحسب الموقع البريطاني البارز.
وهنا يوضح الخبير الاستخباراتي الأمريكي بروس ريديل، والذي عمل بجهاز الاستخبارات الأمريكية لمدة 29 عاما، أن العاهل السعودي الجديد يقدر تماما أهمية العلاقات مع الولايات المتحدة، إلا أنه في الوقت نفسه يدرك أن هناك حدودا في هذا الإطار ربما تفرضها الطبيعة المحافظة للمجتمع السعودي.
وأضاف أن العلاقات الأمريكية السعودية ربما لن تشهد تغييرا كبيرا، خاصة وأن الرجل كان في دائرة صنع القرار منذ أكثر من نصف قرن من الزمان، وبالتالي فليس من المتوقع أن يحدث تغييرا جذريا تجاه العلاقة مع الولايات المتحدة خلال المرحلة المقبلة، في ظل الصدى الجيد الذي أحدثته زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للمملكة في أعقاب وفاة الملك عبد الله.