فيديو| "موزة".. قبطية تعشق موالد المسلمين
ما زالت تقاوم رياح الحياة العاصفة، بقلب قوي، رغم ضعف جسدها الذي تحمّل سبعين عاما في هذه الدنيا، وفي محبةً وإخلاص لمهنتها البسيطة، تنتقل العجوز السبعينية القبطية بين موالد المسلمين، تبيع "الترمس"، وتستمتع بالأجواء الصاخبة التي تعودت عليها.
تقاوم "موزة" ضعف الجسد، وهي تمسك إناءها المعدني، الذي تضع فيه رأس مالها الصغير. لا تنادي على بضاعتها، فهيهات أن يسمعها أحد، وسط هذا الضجيج الهائل، المنبعث من أفواه المئات من البشر المحتفلين بالموالد، الغائبين في عالم آخر من صنعهم.
عدسة "دوت مصر" التقطت "موزة"، في مولد أبو عسران، بقرية القصر، في مدينة نجع حمادي بقنا، بينما يتهافت عليها الجميع، ليشتروا منها حبات الترمس، التي تبيعها مبتسمة وراضية بالقليل الذي يأتيها منهم.
تتنقل "موزة" من محافظة إلى أخرى، من قنا إلى الأقصر وأسيوط، في رحاب المسلمين، الذين تقول إنها رأت فيهم "أطهر القلوب وأنقاها، وخير أحبّة نعمت بصحبتهم".
ورغم تعرّض الأقباط لهجوم المتشددين، أحيانا، ترفض موزة اتهام المسلمين بالإرهاب، وتؤكد أن هذه التصرفات لا تصدر إلا عن قلة منحرفة، لا تمت للإسلام بصلة، فهي تعرف المسلمين جيدا، ولا يمكن أن تصدق فيهم مثل هذا الكلام. وفق قولها.
وتابعت: "لو كان المسلمون سيئين كما يقولون، لما سمحوا لي بارتياد موالدهم وكسب رزقي وقوتي بصحبتهم" .
"موزة في موالد المسلمين" صورة رائعة، لوحدة وطنية على أرض الواقع، تتحدّى الشائعات، ومحاولات التفرقة والهدم، اختتمتها بائعة الترمس العجوز بالدعاء أن يحفظ الله مصر، ويديم عليها محبة أهلها، ويجمعهم ولا يفرقهم أبدا.