الحوثيون يواجهون اتهامات بالاعتداء الممنهج على الإعلام
اشتكى كثيرون من أن جماعة الحوثي منذ أن سيطرت على المؤسسات المركزية باليمن، تشن حملة واسعة من القمع على وسائل الإعلام، وتعرض على أيدي أعضائها ما يزيد على 50 صحفيا لانتهاكات متفرقة بين اعتداء جسدي أو تهديدات أو اختطاف، بحسب ما أوردته مؤسسة "الحرية لحقوق الإنسان" اليمنية.
وتحاول الجماعة فرض سيطرتها على كل ما يتعلق بالإعلام من صحافة وتلفزيون، وفقا للمؤسسة، حتى إنها أذاعت أذان المذهب الشيعي الذي تعتنقه عبر تلفزيون اليمن الرسمي، للمرة الأولى في تاريخ البلاد.
وفي رد فعل على هذه الممارسات، أعلنت الصحف اليمنية صباح الأربعاء، استقالة عبدالإله المروني، مدير عام البرامج في قناة "اليمن" الفضائية من منصبه، بسبب ما وصفه بأنه "تدخلات وإملاءات" من الجماعة في عمله.
وينص قانون الصحافة والمطبوعات الصادر في اليمن عام 1991، على "ضرورة حماية حقوق وحرية الصحفيين والمبدعين ضد أي انتهاك، وتوفير الضمانات القانونية اللازمة لممارسة المهنة، وحقهم في التعبير من دون تعرضهم لأي مساءلة غير قانونية".
وفي نص استقالته، قال المروني موجها الحديث لرئيس القطاع، إنه لا يريد أن يكون "مطية بيد أحد من كان". ويعد المروني من أبرز القيادات الإعلامية التي ساندت ثورة 21 سبتمبر/ أيلول باليمن.
ولم يكن المروني أول إعلامي يمني بارز يقدم استقالته إبان سيطرة الحوثيين على الحياة السياسية بالبلاد، إذ سبقه توفيق الشرعبي، مدير عام الأخبار، الذي أرجع سبب تقديم استقالته إلى التدخل في عمله من قبل "اللجان الثورية" التابعة للحوثيين.
وترى مؤسسة "الحرية لحقوق الإنسان"، أن استقالة المروني والشرعبي ليست أحداثا فردية، بل هي "حلقة في سلسلة من الاعتداءات الفكرية والجسدية، التي يتعرض لها الإعلاميون باليمن في زمن سيطرة الحوثيين".
وفي وقت سابق أعلنت نقابة الصحفيين اليمنية، اختطاف الحوثيين للصحفي سام الغابري في مدينة ذمار جنوب العاصمة صنعاء، إضافة إلى اختطاف 4 من موظفي مؤسسة "الشموع" الإعلامية التي تصدر عنها جريدة "أخبار اليوم" اليمنية، متهمة جماعة الحوثي بأن لديها "توجها ممنهجا ضد الإعلاميين".
ولم تتوقف النفوذ الحوثية على اليمن فقط بل امتدت إلى الخارج، حيث تقدمت الإعلامية اليمنية، منى صفوان باستقالتها من قناة "الميادين" اللبنانية، بعد يوم واحد من وقف حلقتها بسبب استضافتها لمواطنها الصحفي المستقل نبيل سبيع، الذي تحدث عن "انتهاكات الحوثيين بحق الناشطين السلميين في البلاد".