قال الكاتب الصحفي الإسرائيلي بيني آفني أن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمصر جذبتها ناحية مجال نفوذ موسكو، حيث يغير الرئيس الروسي توازن القوى في المنطقة على طريقته، في الوقت الذي تحارب فيه الإدارة الأمريكية أعداء تخيليين، حسبما قال في مقال له نشرته صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية.

وأشار الكاتب إلى أن بوتين رأى فرصة واستغلها، وهو أمر مغاير لما كان يحدث في الماضي، عندما اتجه وزيرالخارجية الأسبق هنري كيسنجر للقاهرة في سبعينيات القرن الماضي بعد عقود من النفوذ السوفيتي، أما الآن ففريق أوباما للسياسة الخارجية غير خائف من فقدان حلفائه لصالح منافس، وهم مشغولون في تحويل إيران من كونها عدو حقيقي لحليف.

ولفت الكاتب إلى زيادة التجارة البينية بين مصر وروسيا في العام الماضي حتى وصلت 4.5 مليار دولار، إضافة لرغبة الروس في أن تتم التجارة بينهم وبين مصر باستخدام الروبل الروسي بديلا عن الدولار، غير الاتفاقية التي ترددت أنباء عن توقيعها في العام الماضي وتتضمن طائرات هليكوبتر هجومية وطائرات ميج-29 بتكلفة 3 مليارات دولار، واتفاقية تم إبرامها يوم الثلاثاء ببناء روسيا لمفاعل نووي في مصر.

وألقى الكاتب الضوء على سبب صداقة بوتين والكريملين بدلا من كونها كانت مع الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أن منتقدي السيسي يقولون بأنه عكس مسيرة مصر نحو الديمقراطية، بالرغم من أنه عمليا القائد الشرق أوسطي الوحيد الذي يستطيع الوقوف في وجه المجاهدين، حتى وإن كان قاسيا على منتقديه ومعارضيه منذ صعوده للسلطة عام 2013، الأمر الذي جاء عقب حكم جماعة الإخوان التي أفشلت مصر، وهو الذي حاز على تأييد شعبي واسع بعد إنهائه لحكمهم، مشيرا إلى ما قاله السيسي في حديثه مع مجلة "دير شبيجل" الألمانية، حيث قال إن جماعة الإخوان تتشارك مع تنظيم القاعدة في الفكر ذاته وأن الجماعة هي أصل كل هذه التنظيمات، نظرا لكون قائد تنظيم القاعدة أيمن الظواهري عضوا سابقا بالجماعة.

وأنهى مقاله الكاتب قائلا إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقول للمصريين أن روسيا كانت دائما صديقتهم.