لهذه الأسباب يبيد "جيش النظام" مدينة دوما السورية
حملة "إبادة جماعية ضد مدينتي "الغوطة المحاصرة" هكذا أطلق البعض على الغارات الجوية التي يشنها نظام الرئيس السوري بشار الأسد منذ أيام على مدن الغوطة وخاصة مدينة "دوما" (التي تسيطر عليها قوات المعارضة السورية).
بأربعة صواريخ فراغية محرمة دوليا، محمولة بمظلات مشابهة لتلك الصواريخ التي ضربت حي جوبر الدمشقي في أواخر العام الماضي، استهدف جيش النظام السوري الأحياء السكنية المكتظة في مدينة "دوما" ليمطرهم بصواريخه، بحسب تنسيقية الثورة في دوما.
مبان سكنية دمرت بشكل كامل، وقتل وأصيب كل من كان بداخلها، ليتجاوز عدد الجرحى 200 شخص، يحتاج معظمهم لعمليات جراحية دقيقة، وعناية مركزة، تعجز المستشفيات الميدانية التقليدية عن علاجهم.
العشرات من المواطنين السوريين المدنيين لاقوا حتفهم في الوقت الذي يعاني فيها المئات من إصابات بالغة، إضافة إلى وجود البعض تحت ركام المنازل بعضهم فارق الحياة وآخرين لا يزالون بحاجة إلى انقاذهم.
في المقابل، هددت قيادات جيش الإسلام بإطلاق ألف صاروخ دفعة واحدة على العاصمة دمشق، بسبب استمرار النظام بحرب الإبادة، والقصف العنيف على مدن الغوطة الشرقية بشكل عام، ودوما بالتحديد دون سواها، وذلك بحسب موقع "الخبر" اللبناني.
ليست الأولى:
استهداف النظام السوري لمدينة "دوما" لا يعد الأول، ففي 26 ديسمبر/كانون الأول وبحسب مكتب دمشق الإعلامي، شنت قوات النظام السوري أكثر من 100 غارة على بلدات الغوطة الشرقية.
دوما:
تعتبر مدينة دوما من أهم مدن محافظة ريف دمشق في سوريا ومركزها الإداري، يبلغ تعداد سكانها حوالي نصف مليون نسمة، وهي أكبر مدن غوطة دمشق.
تبعد "دوما" عن دمشق حوالي 9 كيلو مترات و تتبع لها الكثير من المناطق إداريا، وتحوي العديد من الآثار والمواقع الأثرية، حيث ترتبط بالتاريخ العريق لمدينة دمشق، كما تنتشر فيها دور العبادة والمساجد، ويصل عدد المساجد فيها إلى أكثر من 80 مسجدا وجامعا، وذلك بحسب موقع مدينة "دوما" الإلكتروني.
لماذا دوما؟
وبحسب موقع "الجزيرة نت" يهدف الهجوم على "دوما" (تمركز المعارضة السورية) إلى الإعداد لاقتحام بلدتي دير العدس وكفر شمس اللتين تسيطر عليهما قوات المعارضة، وتعتبر البلدتان أقرب نقطة تمركز وانطلاق لقوات المعارضة باتجاه ريف دمشق، وقد كثفت قوات النظام قصفها على المناطق في محيط البلدتين.
من جانبه، أرجع القيادي بالجيش الحر في ريف اللاذقية العقيد أبو رأفت، تصعيد النظام لحملته الجوية إلى الانهيار في صفوف قواته البرية وتناقص عددها بشكل كبير.
وقال في تصريحات لـ "الجزيرة نت": "لم يعد النظام قادرا على مواجهة الثوار بريا، وهو يتراجع تحت ضغط ضرباتهم على مختلف الجبهات، وهذا ما نشهده في حلب ودرعا وريف إدلب، لذلك رفع من وتيرة قصفه الجوي عله يوقف تقدم الثوار ويؤخر سقوطه، بجانب تخلي المقاتلين القادمين من إيران ولبنان عن النظام السوري".
210 آلاف قتيل
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، كشف في بيان له، السبت، عن مقتل 210060 شخصا، منذ اندلاع الثورة السورية في 18 مارس/ اذار 2011.
وأشار المرصد إلى أن عدد القتلى المدنيين وصل إلى 100973، بينهم 10664 طفلا، و6783 أنثى فوق سن 18، و35827 من مقاتلي الكتائب المقاتلة والكتائب الإسلامية، وأن القتلى المنشقين المقاتلين 2498، مضيفا أن الخسائر البشرية في صفوف قوات النظام السوري بلغت 45385 شخصا.
وكشف المرصد عن أن الخسائر البشرية من عناصر جيش الدفاع الوطني وكتائب البعث واللجان الشعبية والحزب السوري القومي الاجتماعي و"الجبهة الشعبية لتحرير لواء إسكندرون" والشبيحة، والمخبرين الموالين للنظام بلغ 29943 شخصا، وبينما بلغ عدد المقاتلين من حزب الله اللبناني 640 شخصا.