التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 09:39 م , بتوقيت القاهرة

لهذه الأسباب لن يرسل الأردن قوات برية لقتال داعش

استبعد سياسيون وعسكريون عرب إرسال الأردن قوات برية لقتال داعش، مرجعين ذلك لسياسة الأردن التي ترفض التدخل الأجنبي في شؤون الدول الأخرى، بجانب صعوبة إرسال القوات البرية لوقوع الأردن على الحدود الإسرائيلية والسورية، وذلك في الوقت الذي أعلن فيه وزير الإعلام والناطق باسم الحكومة الأردنية محمد المومني أن بلاده ستدعم حربا برية ضد داعش.



من جانبه، استبعد البرلماني الأردني السابق والباحث والكاتب السياسي، حمادة الفراعنة، في اتصال هاتفي مع "دوت مصر" إرسال الأردن قوات برية للحرب ضد داعش، واصفا إياها بـ"الخطوة غير المقبولة".


وقال الفراعنة إن الجيشين والشعبين العراقي والسوري وحدهما من يجب أن يواجهوا تنظيمي القاعدة وداعش في سوريا وفي العراق، مضيفا: "لا يجوز لأي جندي أن يدخل إلى أراضي دولة أخرى كما حدث في إسقاط النظام الرئيس العراقي صدام حسين والرئيس الليبي معمر القذافي، فهذا احتلال وليس مساندة".


وتابع: "احتلال بغيض واعتداء على سيادة العراق وليبيا حتى لو اختلفنا مع النظامين، نختلف مع بشار الأسد لكن لا يجوز التدخل الدولي الأجنبي".


وأضاف: "نحن نستهدي بالتجربة المصرية التي يواجه فيها الشعب والجيش المصريين الإرهاب، وهذا ما يجب فعله في كل دولة، فإذا لم يستطع الشعب والأمن والجيش محاربة الإرهاب فيحق له الاستعانة بالخارج".


وكشف الفراعنة عن تدخل بعض الأطراف العربية لإسقاط أنظمة سياسية، مؤكدا أن الأردن كان ولا يزال له موقفا ثابتا يسجل له لا عليه وهو تمسكه بالحل السياسي للأزمتين السورية والعراقية.


ودلل الفراعنة على صحة كلامه بالإشارة إلى تغيير الولايات المتحدة الأمريكية من مفرداتها ولهجتها في الأزمة السورية، والتي ظهرت في تحولها من المطالبة بإسقاط النظام إلى التأكيد على ضرورة الحل السياسي للأزمة.


وعما تردد بشأن وجود دول تسعى لتوريط الجيش الأردني في حرب خارجية بهدف إخلاء الساحة للقوات المتأسلمة لتفجير الأوضاع داخل الأردن، وصف الفراعنة رغبات البعض لزج الجيش الأردني بـ"الاستنزاف والقرار غير المقبول للقيادة الأردنية"، مستبعدا إقبال القيادة الأردنية على هذه الخطوة.


وقال الفراعنة إن عمليات القصف الأردني لقواعد داعش والقاعدة تمت بالتنسيق مع الجيش والقوات الأمنية العراقية.



وعن تفسير البعض محاربة الأردن لداعش بريا كمحاولة للحفاظ على أمنه، قال الفراعنة إن سبب مشاركة الأردن في التحالف الدولي ضد داعش كان هدفه الأساسي هو حماية أمنه الاستراتيجي، وخاصة على حدوده الشمالية السورية، والشرقية العراقية.


وكشف الفراعنة عن قطع الأردن شوطا كبيرا في محاربة التنظيمات الإرهابية، قائلا: "نجحنا في صد محاولات القاعدة وداعش منذ سنوات للتسلل إلى الأرض، أو إدخال عناصر وسيارات مفخخة عبر الحدود السورية أو العراقية".


وتوقع الفراعنة أن يلقي الأردن القبض على قيادات تنظيمي داعش والقاعدة بذات الطريقة التي فعلها مع زياد الكربولي عندما أرسل فريقا من القوات الأردنية إلى أرض العراق واختطفه.


من جانبه، استبعد الخبير الأمني والمحلل السياسي المصري العقيد خالد عكاشة، إرسال الأردن قوات برية لقتال تنظيم داعش خلال الفترة الحالية، مشيرا إلى إمكانية اقبالها على هذه الخطوة في حال إرسال قوات التحالف الدولي لقوات برية.



وعن وجود دول تسعى لتوريط الجيش الأردني في حرب خارجية بهدف اخلاء الساحة للقوات المتأسلمة لتفجير الأوضاع داخل الأردن، استبعد عكاشة صحة ذلك، واصفا إياها بـ"الفرضية الخاطئة"، قائلا لـ"دوت مصر": "من هي هذه الدول هل المقصود بها دول التحالف فهذا أمر غير منطقي، الأردن دخلت آتون المعركة منذ 3 سنوات، وتعي أجندتها جيدا".


وعما كان الجيش الأردن قادرا عسكريا على خوض حربا برية ضد داعش، قال عكاشة إن امكانيات الأردن جيدة، قائلا: "مفيش مقارنة بين جيش دولة وتنظيم إرهابي، هذه ليست حربا ضد دولة إنما ضد تنظيمات إرهابية، فالإرهاب يرهق دولة وهذا ليس معناه أنه أقوى منها".


وعن سبب فشل الجيش العراقي والسوري في صد داعش، قال عكاشة إن أزمة الجيش العراقي في تنوع واختلاف ميوله المذهبية، مدللا على ذلك بتركه أماكنه وانسحابه منها مع أول هجوم جدي لداعش.


وأضاف: "أما الجيش السوري، فلم يعلن من قبل أنه يقاتل داعش، فبالرغم من احتلال داعش لـ 3 محافظات سورية فلم يفعل شيء ولم يتحدث عن معاركه ضده".



أما عضو المجلس المصري لشئون الخارجية، اللواء أحمد عبد الحليم، استبعد إرسال الأردن قوات برية لقتال داعش، مؤكدا صعوبة حدوث ذلك خاصة وأن الأردن له حدود مع إسرائيل وأخرى مع سوريا.


وقال عبد الحليم لـ"دوت مصر" إن الأردن سيكتفي بضرباته الجوية، مشيرا إلى إرسال الإمارات طائرات لدعم الأردن في حربه ضد داعش، قائلا: "إذا أرسل الأردن قوات برية إلى سوريا فرضا فكيف سيتعامل مع قوات بشار الأسد؟".     


وعما تردد بشأن وجود دول تسعى لتوريط الجيش الأردني في حرب خارجية بهدف إخلاء الساحة للقوات المتأسلمة لتفجير الأوضاع داخل الأردن، قال عبد الحليم: "ملك الأردن عاقل ويعرف إمكانيات جيشه ولن يورطه في أمر كهذا دون حسابات".


ويشن الأردن غارات جوية على معاقل داعش، الخميس الماضي، وذلك ثأرا للطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي أعدمه داعش حرقا وهو حي في مطلع فبراير/شباط الجاري.