التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 01:33 م , بتوقيت القاهرة

سفير مصر السابق بموسكو: زيارة بوتين رسالة لمن يهمه الأمر

<p style="text-align: justify;">يصل القاهرة اليوم، الاثنين، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في زيارة تستمر لمدة يومين يجري خلالها مباحثات مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث يبحثان في لقائهما الثالث منذ ثورة 30 يونيو سبل دعم وتطوير العلاقات الثنائية، وبحث القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.</p><p style="text-align: justify;">من جانبه، أكد سفير مصر السابق في موسكو السفير رؤوف سعد أن زيارة بوتين تمثل أهمية خاصة لمصر، وتعكس تغييرا نوعيا في إدارة السياسة الخارجية المصرية، لافتا إلى أنها تمثل رسالة لمن يهمه الأمر، حيث تشكل مرحلة جديدة من قوة العلاقات المصرية الروسية، والتي كان موقف بوتين المؤيد للإرادة المصرية في 30 يونيو هو نقطة البداية الحقيقية فيها، والتي زاد من قوتها الزيارتين المتبادلتين لكل من وزير الدفاع المصري والروسي، ثم زيارة السيسي عقب تنصيبه رئيسا لمصر.</p><p style="text-align: justify;"><span style="color:#FF0000;">العلاقات الثنائية</span></p><p style="text-align: justify;">وأوضح سعد، في تصريح لـ"دوت مصر"، أن زيارة الرئيس الروسي ستضع الأسس الجديدة والمجالات التي يسير فيها التعاون بين البلدين، حيث يمكن تقسيم ملف الزيارة إلى ملفين رئيسيين، وهما الملف الثنائي، والملف الإقليمي والدولي، بحيث يأتي على أولويات الملف الثنائي تعزيز التعاون القائم في مجالات الصناعات الثقيلة التي أنشأها الاتحاد السوفيتي في مصر في الستينات والسبعينات، وكذلك صناعات الحديد والصلب والسيارات والصناعات الكيميائية وصيانة التوربينات والمحولات الكهربائية في السد العالي، بالإضافة إلى الاتفاق حول مجالات جديدة للتعاون.</p><p style="text-align: justify;"><span style="color:#FF0000;">العلاقات الاقتصادية والتجارية</span></p><p style="text-align: justify;">وأشار سفير مصر السابق في روسيا أن الميزان التجاري بين القاهرة وموسكو يعاني من خلل شديد لصالح روسيا، لافتا إلى أنه من المتوقع أن يتم الاتفاق خلال الزيارة حول إنشاء منطقة تجارة حرة بين مصر وروسيا والتي من شأنها زيادة منافذ توزيع الصادرات المصرية إلى السوق العالمي بشرط رفع معدل الكفاءة الإنتاجية والالتزام بمعايير الجودة في للمنتجات المصرية المصدرة بما يؤهلها للتنافس في السوق العالمي وإلا ستضر المنطقة الحرة بمصر أكثر مما تنفعها.</p><p style="text-align: justify;">ولفت السفير رؤوف سعد إلى أن هناك فرصة لمصر لزيادة صادراتها الزراعية إلى روسيا التي تحولت قنوات استيرادها إلى خارج الاتحاد الأوروبي نتيجة المواجهة الدائرة في أوكرانيا.</p><p style="text-align: justify;"><span style="color:#FF0000;">اتحادي اليوروآسيوي والبريكس</span></p><p style="text-align: justify;">وأضاف سفير مصر السابق بموسكو أنه من المتوقع عقد اتفاق يتضمن إقامة منطقة تجارة حرة بين مصر ودول  اتحاد اليوروآسيوي الذي أنشأته روسيا ويضم بيلاروس وكازاخستان، وقد تنضم إليه أرمينيا في المستقبل، لافتا إلى أن هذا يفتح بابا جديدا لتنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية، أخذا في الاعتبار أن هناك دولا مثل كازاخستان تحولت إلى دول ثرية بعد اكتشاف البترول بما يعكس إمكانية كبيرة للتعاون في مشروعات متعددة.</p><p style="text-align: justify;">وأشار سعد إلى أن مصر كانت تسعي أيضا قبل ثورة 25 يناير للانضمام لدول البريكس التي تضم، بالإضافة لروسيا، كلا من البرازيل والصين والهند وجنوب إفريقيا، مشددا على أن مصر تحتاج إلى تحقيق مستوى معين من التأهيل الاقتصادي حتى تنضم لتلك الدول.</p><p style="text-align: justify;"><span style="color:#FF0000;">الملف الإقليمي</span></p><p style="text-align: justify;">وأوضح السفير رؤوف سعد أنه على المستوى الإقليمي تبرز قضية الإرهاب باعتبارها قضية محورية تمس روسيا كما تمس مصر، لافتا إلى أن التعاون في هذا الشأن لن يكون مساعدة من روسيا لمصر بقدر أنه تعاون في مجال مكافحة الإرهاب، لافتا إلى أن روسيا لديها تخوف من الجماعات المتشددة، خاصة أن لديها 25 مليون مسلم على أراضيها، بالإضافة إلى نزعات انفصال القوميات الإسلامية غير الروسية في ظل ضعف الفهم الديني.</p><p style="text-align: justify;"> وأكد سعد أن القول بالتقارب المصري الروسي يأتي على حساب العلاقات المصرية الأمريكية ليس له أساسا من الصحة، مشيرا إلى أن العلاقات الدولية لا تدار بهذا الشكل، وإنما يحكمها المصالح، وهو ما أكد عليه الرئيس السيسي بالتأكيد أن مصر لا تستبدل الشركاء، وإنما تزيد قاعدة شركائها بما يحقق المصالح المصرية، مؤكدا أن مصر دائما تنأي بنفسها أيضا بعيد عن أي خلاف بين موسكو وواشنطن.</p>