مع "السوشيال ميديا" معرض الكتاب "هيجيلك لحد البيت"
يعد معرض القاهرة الدولي للكتاب تظاهرة سنوية معتادة على أجندة الحياة الثقافية للمواطن المصري، الذي ينتظر موعد انطلاق المعرض من العام للعام، وهناك بعض المصريين يدخرون النقود لأشهر من أجل لحظة العودة بغنيمة من الكتب.
منظر الطوابير أمام بوابات المعرض، هو أمر لافت للنظر، يوثقه البعض، ويستشهد به حول مدى عشق المصري للقراءة وثقافة احترام الطابور.
وشكلت وسائل التواصل الاجتماعي هذا العام منصة نشر هامة، فقد حرص زائرو المعرض على مشاركة أصدقائهم انطباعات وتعليقات حول المعرض والمنظميين، وعناوين الكتب التي اشتروها.
أما المؤلفون فكانت مواقع السوشيال ميديا بالنسبة لهم أداة جيدة للتسويق الإلكتروني بجانب حفلات التوقيع، حيث تم تنظيم صفحات للكاتب، والتقاط صور السيلفي، داخل خيمات المعرض، وإعادة نشر الصور مما ساعد على انتشار عناوين الكتب، ووضعه على قوائم الشراء.
هنا نرصد تلك الظاهرة في تقرير موجز، حول كيف تابع غير المعنيين بزيارة المعرض تحديثات الأصدقاء الذين زاروا المعرض هذا العام، وكيف وثقت شبكات التواصل الاجتماعي معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ46.
حفلات التوقيع.. عندما يلتقي كاتب بقارئ، فإن الـ"سيلفي" قد صار طقسا حميميا، لا يجوز لأي منهما أن يفوته، أولاً: لأن ذلك سيعبر عن مدى تعلقك بقارئك، وثانيا: سيعود هذا القارئ لمنزله راضيا عنك، وعن العالم وعن كتابك.. وبالضرورة سيضع صورتكما معًا على صفحته الشخصية على "فيس بوك" أو "تويتر"، ويشير إليك ولكتابك وإلى اللحظة التي نال فيها شرف لقائك، وهو ما يعني لايكات وتعليقات ومشاركات، تضمن لك مساحات إعلان دون تكلفة.
اتفقت أو اختلفت، فإن حفل توقيع كتاب مطرب الراب "زاب ثروت" كان الأنجح، "زاب" نفسه تفاخر على حساب الانستجرام الخاص به، بين صور "زاب في الجيم"، "زاب يأكل السوشي"، "زاب يغني"، ستجد صورة لـ"زاب داخل خيمة وأمامه عدد لا نهائي من الفتيات السعيدات بشراء كتابه الجديد"، تحت الصورة كتب زاب "2000 مشارك بحفل التوقيع الخاص بي".
حملة تسويق كتاب "زاب ثروت" هي الأنجح في هذه الدورة من المعرض، "زاب لا يأكل السوشي" فقط، زاب قد باع أيضا أكثر من 15 ألف نسخة من كتابه حتى الآن، رغم حملة الهجوم التي شنها الكثيرون على الكتاب، لكن حتى مهاجمة الكتب، دعاية تساعد على انتشارها.
هذا العام لم يكن مطرب الراب الوافد الوحيد على معرض الكتاب من المؤلفين، بل زامله الداعية الإسلامي عمرو خالد، والذي أصدر روايته البوليسية الأولى "رافي بركات وسر الرمال المتحركة"، لكن ما أثار تعليقات البعض أن عمرو خالد لم ينظم حفل توقيع بمعرض الكتاب، فأين وقع عمرو خالد روايته الأولى؟
ليس هناك بيان واضح حول نسب مبيعات رواية عمرو خالد الأولى، وعلى عكس "زاب ثروت" فإن التقارير الصحفية التي غطت حفل التوقيع، لم تتحدث عن أعداد القراء، ولكن الحضور من النجوم والمشاهير، وهو ما يعني أننا لن نستطيع وضع رواية عمرو خالد الأولى ضمن قائمة الأكثر مبيعا.
البيست سيللر، أو الأكثر مبيعًا ظاهرة مزعجة بالنسبة لبعض الكتاب المتمرسين، فلا يمكن التنبؤ بالمطلق بتفضيلات القارئ، لكن الغريب أن الكتاب الجدد سريعًا ما يستطيعون تحقيق السهل الممتنع: فعلها علاء الأسواني في عمارة يعقوبيان، ومن بعده خالد الخميسي في "تاكسي حواديت المشاهير"، ومن ثم غادة عبدالعال بـ"عايزة أتجوز"، واليوم ينضم حديثا مطرب كايروكي "زاب ثروت" بـ"حبيبتي" مما يعد ظاهرة تستحق التعليق، وقد علق عليها بالفعل عدد من المستخدمين.
ذهابك إلى المعرض أو عدم ذهابك لن يشكل فارقا كبيرا اليوم، فالمعرض سوف يأتي لك، البعض لديه وجهة نظر، تجعله عازفا عن الذهاب لمعرض الكتاب، وذلك أما بسبب بعد المكان، أو الضيق من الزحام، أو خوفا من أسعار الكتب، لكن حتى هؤلاء، لم يتمكنوا من تجاهل ظاهرة المعرض، وعلقوا عليها ، بشكل أو بآخر.
وبعيدًا عن تلك الحالة الفردية لكاتب مصاب بنزلة برد، هناك عدد آخر من القراء، اكتفوا بمتابعة معرض الكتاب من خلال مواقع التواصل، ولكل منهم أسبابه الخاصة به، منها مثلا وجود أماكن تغني عن معرض الكتاب، مثل سور الأزبكية.
ببساطة من ذهب إلى المعرض يمكن تمييزه بسهولة، فجميع من ذهب حرص على أن يشارك الأصدقاء، أسماء وصور أغلفة الكتب التي اغتنمها هذا العام، ما أصبح ظاهرة حقيقة ملفتة على مواقع السوشيال، خاصة موقع تويتر الذي أفسح لها وسم (هاشتاج): #كتب_اشتريتها_من_المعرض. لكن بعيدًا عن أغلفة الكتب، هناك تفاصيل ولحظات تستحق بالفعل المشاركة.
الرافضون أو الممتنعون عن تصوير أغلفة الكتب، كان لهم مساحتهم الخاصة كذلك، حيث سخروا من الفكرة، واعتبروها نوعًا من التباهي، أو سلوك استهلاكي، مثل ظاهرة البيست سيللر.