التوقيت السبت، 02 نوفمبر 2024
التوقيت 11:25 م , بتوقيت القاهرة

التوافق السياسي يجمع السيسي وبوتين من جديد

يتوجه الرئيس عبدالفتاح السيسي، 9 مايو الجاري، إلى العاصمة الروسية موسكو للمشاركة في احتفالات مرور 70 عامًا على انتصار الاتحاد السوفيتي السابق، على القوات الألمانية النازية خلال الحرب العالمية الثانية، فيما يأتي الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وعدد من رؤساء وملوك الدول على رأس المشاركين.


ولعل ما يجمع الرئيسين للمرة الرابعة هو التوافق السياسي والرؤية المشتركة حول عدد من القضايا الإقليمية وكذلك المصالح المشتركة التي برزت خلال الفترة الأخيرة، والتي تم تدعيمها بزيارة السيسي وزيرا للدفاع ورئيسا للجمهورية ودعم الجانب الروسي للإرادة المصرية وثورة 30 يونيو .


ووفق مراقبون فإن الزيارة الأخيرة للرئيس السيسي لموسكو أوضحت تقاطعا واضحا في أولويات الأمن القومي المصري وبين اهتمامات ومصالح الجانب الروسي في المنطقة، بما أسهم في إيجاد مساحة كبيرة مشتركة تلاقت فيها الروئ حيال عدد من الملفات الإقليمية والدولية كالأزمة السورية وضرورة التوصل إلى حل سياسي لها، ومكافحة الإرهاب وارتباط الظاهرة باستمرار بؤر التوتر بالشرق الأوسط، وخطر تحول تلك البؤر إلى مصدر للإرهاب العابر للحدود، والقضية الفلسطينية وضرورة التوصل لتسوية شاملة وعادلة لها، وإخلاء منطقة الشرق الأوسط من كافة أسلحة الدمار الشامل.


سوريا


وبالنظر إلى القضية السورية، نجد أن كلا من مصر وروسيا تلعبان دورا متكاملا في التوصل إلى حل سياسي بعيدا عن التدخل العسكري، فرغم دعم موسكو للنظام السوري فإنها تبنت اجتماعات لأطراف من النظام وأخرى من المعارضة السورية للتوصل إلى حل للأزمة السورية وذلك بعد استضافة مصر لاجتماعات متتالية لأطياف المعارضة، وهي الاجتماعات التي أسفرت عن بيان "القاهرة حول سوريا" وهو وثيقة توافقية تمثل المعارضة السورية.


فلسطين


أما بالنسبة للقضية الفلسطينية، فإن روسيا باعتبارها عضوا دائما بمجلس الأمن ومشاركتها في أعمال اللجنة الرباعية للوسطاء الدوليين فإنها تعمل على تعبئة الجهود الدولية من أجل التوصل لتسوية سلمية قابلة للتنفيذ استنادا لمبدأ الدولة الفلسطينية المستقلة التي تتعايش جنبا إلى جنب في أمن وسلام مع دولة إسرائيل، وهي نفس الرؤية المصرية التي تدعو إلى دولة فلسطينية مستقلة بحدود 1967 التي أقرها المجتمع الدولي.


ليبيا


ويتفق الجانبان المصري والروسي حول الأزمة الليبية، حيث تؤيد كلتا الدولتين السلطات الشرعية الليبية المنتخبة المتمثلة في البرلمان الليبي ونبذ كافة أطراف العنف في ليبيا كما تسعى القاهرة وموسكو إلى التوصل لحل سياسي للأزمة الليبية بعيدا عن تكرار سيناريو تدخل الناتو في مواجهة القذافي.


الإرهاب


في ظل ما يواجهه الطرفان من تحديات خارجية وداخلية تستهدف النيل من الاستقرار السياسي وتهديد الأمن القومي لكليهما، واتفاق الرؤى حيال العديد من القضايا الإقليمية والدولية واشتراكهما في مواجهة تحديات مشتركة، يتفق الطرفان في رؤية موحدة حول الإرهاب تتمثل في المواجهة الشاملة له وفي ضوء سعى مصر إلى تحقيق التوازن في علاقاتها الخارجية توجهت لتعزيز التعاون العسكري الأمني مع روسيا بما يخدم أهدافهما المشتركة في مواجهة الإرهاب .


العلاقات الثنائية


الانعقاد الدوري للجنة المشتركة ومجلس الأعمال المصري الروسي يعكس العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين والتي انعكست على مزيد من التبادل التحاري الذي وصل نحو 3 مليارات دولار خلال العام 2013 مثلت الصادرات المصرية منها 441 مليون دولار فقط والواردات 2.503 مليار دولار كذلك بلغ عدد المشروعات التي تم إنشاؤها باستثمارات روسية في مصر 363 مشروعا بإجمالي رأسمال مستثمر يقدر بحوالي 148.74 مليون دولار، وتركزت أغلب هذه المشروعات على قطاع السياحة والخدمات تلاها الإنشاءات والصناعة والزراعة والاتصالات.