أثارت مشاركة وزير الزراعة، الدكتور عادل البلتاجي، في افتتاح الجناح الزراعي المصري في معرض "فروت لوجستيكا"، الذي نُظم في العاصمة الألمانية برلين، الأربعاء الماضي، العديد من علامات الاستفهام عن علاقة الوزير برجال الأعمال، خصوصا جمعية "هيا" المنظمة للجناح المصري، في ظل رفضه افتتاح المعرض الزراعي "صحاري" في نوفمبر من العام الماضي.

وفوجئ المنظمون لمعرض "صحاري"، أكبر معرض زراعي في الشرق الأوسط، بحضور مدير مكتب الوزير، علي إسماعيل، ورئيس قطاع الخدمات والمتابعة وقتها، حمدي عاصي، بدلا من وزير الزراعة، ما اعتبره البعض وقتها عدم اعتراف بأهمية المعرض، الذي يُخصص لعرض آلات زراعية وبذور وأساليب وطرق حديثة للزراعة، واعترض بعض المستثمرين على افتتاح مدير مكتب الوزير للمعرض، معتبرين عدم مشاركة البلتاجي "واقعة لم تحدث من قبل".

السخط على سياسة الوزير في التعامل مع قضايا الزراعة وصغار المزارعين اشتعل بعد علمهم بالمشاركة الفاعلة له على مدار ثلاثة أيام في افتتاح الجناح المصري بالمعرض الدولي الألماني "فروت لوجستيكا"، الذي استأثرت به جمعية "هيا"، التي تضم شقيق الوزير، محسن البلتاجي، وعضو المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، سمير النجار، فضلا عن رئيس المجلس، علي عيسى، وعدد من رجال الأعمال الآخرين.

ويقول رئيس مركز بحوث الصحراء الأسبق، الدكتور إسماعيل عبدالجليل، إن مشاركة الوزير في افتتاح جناح مصري في ألمانيا متحملا مشقة السفر تطرح العديد من التساؤلات حول ما تدعيه الحكومة من سياسة تقشفية، خصوصا وأن افتتاح الجناح كان من الممكن أن يقوم به السفير المصري.

وقال الخبير الزراعي، الدكتور محمود عمارة، إن "تكلف البلتاجي عناء السفر للخارج لافتتاح جناح مصر في المعرض الألماني ورفضه افتتاح المعرض الزراعي الذي يعد واحدا من أهم المعارض الزراعية في الشرق الأوسط، هو دليل على أن مصر تعود للخلف في صالح رجال الأعمال والمنتفعين ولا عزاء للفلاحين وأصحاب المشروعات الصغيرة".

أضاف عمارة، في تصريح لـ"دوت مصر": أن "تصريحات الوزير عن الفلاح تأتي دائما سلبية فقد وصف في وقت سابق قدم الفلاح بـ"المقشف"، وأن البلتاجي يتكلف عناء إجراء جولات ميدانية على المزارع والحقول للوقوف على حال الفلاحين ومشاكلهم العديدة، فيما يرفض لقاءهم بمكتبه، بينما يلتقي بالمستثمرين ويعقد معهم الاجتماعات تلو الأخرى".

في السياق ذاته، أكد نقيب الفلاحين والمنتجين الزراعين، محمد فرج، أن "البلتاجي لا يهتم بالفلاحين وشؤونهم ولا يلتقي أيا منهم، وبقاؤه في منصبه تسبب في إصابة الفلاحين بالإحباط"، مطالبا بتفسيرات عن العائد الذي وصلت له مصر جراء مشاركة الوزير في المعرض الزراعي في برلين، وهو دور يمكن أن يقوم به السفير المصري في ألمانيا أو الملحق التجاري، مؤكدا أن "الحكومة لا تسعى للتقشف كما تدعي".