تناولت عددا من الصحف السعودية الصادرة، اليوم السبت، سيطرة الحوثيين على السلطة في اليمن، وإصدار ما أسمته الجماعة "إعلانا دستوريا" أمس، يقضي بتشكيل مجلس وطني من 551 عضوا برئاسة محمد علي الحوثي، بدلا من البرلمان المنحل، وتشكيل مجلس رئاسي من 5 أعضاء وحكومة كفاءات.

وجاء ذلك بعد أن فشلت الأحزاب والقوى السياسية اليمنية في التوصل إلى حلول نهائية للأزمة الحادة التي تعصف بالبلاد.

أزمة اليمن لا تنتهي

وتحت عنوان "دستور الحوثيين يعقد الأزمة ولا ينهيها"، اعتبرت صحيفة "الشرق" السعودية، أن "الحوثيين انقلبوا على الدولة اليمنية ومؤسساتها الشرعية، أمس الجمعة، بإعلانهم عن دستورٍ مقتضب ومؤقت يقود بموجبه مجلس رئاسي ينتخبه آخر وطني انتقالي هذا البلد، الذي يعاني أزمات طاحنة اقتصاديا وانقلات أمنيا وتحركات مقلقة من قِبَل متطرفين".

 ورأت الصحيفة السعودية، أنه "على رغم أن ما أعلنه المتمردون كان متوقعا، فإنهم زادوا بالكشف عن حل البرلمان وإسناد مهامه لما يسمى بالمجلس الوطني الذي سيضم في عضويته أكثر من 500 اسم، ولعل هذه القرارات صنعت مجتمعة حالة من الذهول لدى مكونات الشعب اليمني، التي عبرت فورا عن رفضها هذه المستجدات عبر مسيرات وبيانات غاضبة".

وأشارت إلى أن "هدف هذه الخطوة هو إضفاء مظلة من الشرعية على الإجراءات الانقلابية للحوثيين، بدايةً من اجتياح صنعاء في سبتمبر/ أيلول الماضي، مرورا بالسيطرة على المؤسسات الأمنية والعسكرية، وصولا إلى دخول قصر الرئاسة وتحديد إقامة الرئيس في يناير/كانون ثاني الماضي".

كما علقت على إعلان الحوثيين بأنه لا ينهي الأزمة بل يصعدها، لأنه "يضرب بمبدأ التوافق بين الأطراف السياسية عرض الحائط، ويتجاوز نهائيا المؤسسات الشرعية، ويطيل أمد المرحلة الانتقالية، ويضع ما تسمى اللجان الثورية والقيادة الثورية فوق الدولة وفوق مخرجات الحوار الوطني".

الخليج يرفض

وفي السياق نفسه نشرت صحيفة "الرياض" السعودية، موضوعا تحت عنوان "دول الخليج ترفض الانقلاب الحوثي باليمن"، والذي يتناول موقف مجلس دول التعاون الخليجي، والذي أعرب خلاله عن رفضه المطلق لـ"الانقلاب الذي أقدم عليه الحوثيون وإصدار ما أسموه بالإعلان الدستوري، للاستيلاء على السلطة"، واعتباره "نسفا كاملا للعملية السياسية السلمية".

وأوضحت، أن مجلس التعاون اعتبر الإعلان "استخفافا بكل الجهود الوطنية والإقليمية والدولية التي سعت مخلصة للحفاظ على أمن اليمن واستقراره ووحدته وتحقيق تطلعات الشعب اليمني".

كما أكد مجلس التعاون استمرار وقوفه إلى جانب الشعب اليمني، ضد الإعلان الذي قال المجلس إنه "يتنافى مع ما نصت عليه المبادرة الخليجية التي تبناها المجتمع الدولي وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني من حلول سياسية جرى التوصل إليها، عبر التوافق الشامل بين القوى السياسية ومكونات المجتمع اليمني المؤيدة دوليا".

اليمن ينتفض ضد الحوثي

وتحت عنوان "اليمن ينتفض ضد الحوثي ويعلن رفض الانقلاب"، قالت صحيفة "عكاظ" السعودية، إن عددا من المحافظات اليمنية والقبائل، أعلنت رفضها لإعلان الحوثي، والقاضي بتشكيل مجلسين وطني ورئاسي وحل البرلمان، مؤكدة التمسك بالشرعية.

كما أشارت إلى أن "القبائل الرافضة في اجتماع متواصل مع جميع القيادات العسكرية والأمنية والقبلية للخروج برؤية موحدة لموقف أبناء مأرب ومسؤوليها، كما رفضت السلطات المحلية في محافظة حضرموت قرار الحوثي، معلنة عدم تعاملها مع أي سلطة حوثية في السياق ذاته، فيما أعلنت قبائل منطقة مأرب أيضا رفضها لإعلان الحوثي".