"إعدام الكساسبة".. قضية هزت الأردن ملكا وشعبا
قال سياسيون أردنيون إن الأردن خرج من معركته مع داعش منتصرا رغم خسارتها للطيار الأردني معاذ الكساسبة، مؤكدين أن الأردن أثبت للعالم كله أنه دولة صغيرة لكن تتمتع بإرادة قوية.
وأكد السياسيون في اتصال هاتفي لموقع "دوت مصر" أن الأردن لم يتخل عن معاذ الكساسبة منذ لحظة أسره وحاولت بشتى الطرق استعادته، مؤكدين أن القيادة الأردنية ملكا وحكومة وبرلمانا وشعبا كانت على قلب رجل واحد وضربت مثلا في التعامل مع الإرهاب بحزم.
من جانبه، قال النائب المستقل بالبرلمان الأردني، الدكتور رائد قاقيش، إن الأردن خرج من معركته "اغتيال الطيار معاذ الكساسبة" قويا ومنتصرا.
وأضاف قاقيش إن الأردن أثبت للعالم كله أنه دولة صغيرة فإنه يمتع بإرادة قوية، وأن لديه رؤية واضحة عن مستقبله ومساره وإن قيادته حازمة تجاه الإرهاب، وكشف عن أن الملك عبد الله الثاني رجل من الطراز الرفيع.
وأكد أن الأردن قدم نموذجا مختلفا في التعامل مع الإرهاب، مشيرا إلى أن كثيرا من الدول تتعامل مع الإرهاب بدبلوماسية، قائلا: "لا يوجد لدينا دبلوماسية في التعامل مع الإرهاب، فموقف الأردن واضح للجميع في عدم تردده في القضاء على الإرهاب وقنواته".
وقال قاقيش: من النادر أن تجد دولا تتعامل مع مواقف بهذا الحجم والمقدرة والمعرفة، مؤكدا أن الملك والحكومة والبرلمان والشعب الأردني تعاملوا مع اغتيال الكساسبة على قلب رجل واحد.
وعن العمليات التي يشنها الطيران الأردني على معاقل داعش، قال قاقيش: "الجيش الأردني من أكثر الجيوش العربية استعدادا، قد لا يكون من أفضلهم تسليحا، ولكن نوعية الجندي تختلف عن الجيوش العربية، حيث تدرب على ارتباطه بالأرض والوطن، أكثر من جنود يتقاضوا رواتب آخر الشهر"، مضيفا "فهو جيش متماسك وصعب اختراقه من قبل داعش أو أي منظمة إرهابية أخرى".
وعن اتهام الحكومة بالتخاذل في إطلاق سراح الطيار الأردني الكساسبة، نفى قاقيش صحة ذلك، قائلا: "الحكومة لم تدخر جهدا لإطلاق سراح السجين، وكن داعش هدف من قتل الكساسبة بعث رسالة ترهيب للشعب الأردني وللعالم كله، لكنها فشلت بل إن قتل معاذ وضع داعش المسمار الأخير في نعشه".
وعن اتهام الحكومة الأردنية بأنها كانت على دراية بقتل داعش الطيار الأردني، نفى قاقيش ذلك، قائلا: "كان هناك أكثر من مصدر وجانب للتفاوض لإطلاق سراح معاذ، والذي ساهم في صعوبة التحقق من قتله في حينها، لذلك عمدت الحكومة في أكثر من مناسبة للتأكيد على أن معاذ لا يزال على قيد الحياة، ولكن داعش لم يقدم أي دليل".
أما المنسق العام الحكومي لحقوق الإنسان، باسم الترونة، أكد انتصار الأردن في معركته مع التنظيم، قائلا: "الأردن كان من طليعة الدول التي دانت أفعال التنظيم التي تتنافى مع الشريعة الإسلامية وحقوق الإنسان سياسيا ودبلوماسيا وعسكريا".
وأضاف: "القيادة الأردنية لم تتخل عن معاذ، فمن بداية أسره حاولت بكافة الوسائل والطرق استعادة الكساسبة، من خلال وساطات دبلوماسية مختلفة ".
وقال إن الأداء الحكومي كان عنوانه المصداقية والشفافية من مرحلة القبض على معاذ وإلى اليوم، كانت الحكومة تدلي بكافة المعلومات التي ترد إليها بكل شفافية، مؤكدة أن التنظيم الذي تتعامل معه إرهابي وغير إنساني والتي ظهرت في أفعاله في الموصل وسوريا".
وأكد الترونة أن الأردن تعامل مع الأزمة بحزم وبأخلاق الأردنيين والتي حازت اعجاب العالم بأكمله، قائلا: "حتى في تنفيذ أحكام الإعدام لساجدة الريشاوي وزياد الكربولي تم وفقا للشريعة الإسلامية وحقوق الإنسان".
وأشار الترونة إلى إشادة الملك الأردني عبد الله الثاني بجهود الحكومة والمؤسسة العسكرية والتفاف الشعب حول قيادته في الأزمة.
في حين أكد البرلماني الأردني السابق والباحث والكاتب السياسي، حمادة الفراعنة، أن اغتيال معاذ الكساسبة شكل قوة للأردن وليس ضعفا، قائلا: "معاذ كان خسارة لأهله ولنا جميعا، ولكنه مكسب كبير على المستوى الوطني والسياسي".
وأضاف: الأردنيون كانوا مختلفين حول الموقف من تنظيم داعش، فالبعض اعتبره إسلاميا لا يجوز المساس به، والبعض الآخر كان يرى أن المعركة في سوريا والعراق وليست معركتنا كأردنيين، ولكن بعد مقتل معاذ لم يعد يجرؤ أحد أن يقول إنها ليست معركتنا".
ودلل الفراعنة على خروج الأردن منتصرا في معركته مع داعش، بالإشارة إلى امتلاك الأردن إمكانات عسكرية هائلة على الأرض مقارنة بقوات التحالف التي تمتلك التسليح فقط"، لافتا إلى رفع أمريكا المساعدات الاقتصادية والعسكرية للأردن منذ انضمامها للتحالف الدولي من 660 مليون دولار إلى مليار دولار.
وعن رأيه بشأن تدخل الأردن بريا ضد داعش، قال الفراعنة: "هذا غير وارد، لكن الأردن سيقوم بعمليات كوماندوز"، مشيرا إلى أن القبض على العراقي زياد الكربولي تم من خلال خطفه بطائرة هليكوبتر أردنية.