التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 06:51 م , بتوقيت القاهرة

المجاهدة "أم موسى".. قصة نضال سيناوية ضد إسرائيل

رحلت المناضلة السيناوية "أم موسى"، من قبيلة السواركة، عن عمر يناهز 90 عامًا، في مقر إقامتها بقرية الخروبة، غرب مدينة الشيخ زويد، بشمال سيناء، والتي خلفت وراءها قصة نضال ضد المحتل الإسرائيلي في سيناء قبل حرب أكتوبر المجيدة 1973.


وقال الباحث في شؤون القبائل، عبدالقادر مبارك، مؤلف كتاب "المرأة السيناوية"، لـ"دوت مصر"، إنه التقى المجاهدة في منزل ابنها موسى، فقصت له روايات النضال، وكيف حثت أبناءها على الانخراط في صفوف مقاومة الاحتلال الإسرائيلي في سيناء، بعد أن استشهد الوالد، إثر قيامه بزرع لغم أرضي في طريق آليات عسكرية إسرائيلية".


وأضاف مبارك، أن "أم موسى دفعت بأكبر أبنائها، ويدعى، محمد، لزرع الألغام في طريق العدو، على الطريق الدولي، الذي يمر بالقرب قرى الخروبة، حتى استشهد مثل والده، خلال إحدى عمليات زرع الألغام، فلم تيأس السيدة في البحث عن ثأر زوجها من المحتل الإسرائيلي، فعلمت الابن الأصغر موسى، كيفية نقل الألغام وزرعها، وكانت هي من تقوم بمراقبة تحركات الإسرائيليين، أثناء قيامها برعي الأغنام".


وتابع الباحث في شؤون القبائل السيناوية، "أصيب موسى بجروح، عندما انفجر فيه لغم أرضي أثناء إعداده قبل مرور مدرعات للإسرائيليين، فوقع أسيرًا في يدهم، وأودعوه المستشفى، قبل أن يُحكم عليه بالسجن مدى الحياة، وعندما عملت والدته، سمح لها بزيارته في السجون الإسرائيلية من أجل أن تضغط على ابنها ليعترف للمحققين بأنه وراء التفجيرات الأخيرة، وعندما أطلت على ابنها وهو على فراش المرض محروقًا، بكى موسى فقالت له، "لا تبكى يا ولد، وخليك راجل، مازالت أرضنا محتلة".


يذكر أن الابن موسى تم الإفراج عنه في صفقة تبادل أسرى في العام 1982، ليعود إلى منزله وأحضان أمه، لرعايتها حتى تفارق الحياة بين أحفاده، وترك قصة من الجهاد والنضال ضد المحتل الإسرائيلي.