حارس النظاري.. المفتي اليمني الذي هدد فرنسا وقتلته أمريكا
هو أحد قادة تنظيم القاعدة الذي ظهر إلى الوجود في جزيرة العرب بداية التسعينيات من القرن الماضي لمواجهة الوجود الأجنبي بحسب تعبير التنظيم قبل أن يتحول لمواجهة السلطات القائمة في تلك الدول ومنها اليمن.
بدأ يتردد اسمه بقوة بعد الهجمات الإرهابية الأخيرة التي شهدتها فرنسا على مجلة "شارلي إيبدو" الساخرة، إنه حارث بن غازي النظاري أو محمد المرشدي كما يلقبه بعض أتباعه، المسؤول عن "اللجنة الشرعية لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، فيما تقول تقارير إعلامية يمنية إن النظاري كان ناشطا إخوانيا قبل أن يلتحق بجامعة الإيمان الزندانية، في مدينة القطن اليمنية مع القيادي بالقاعدة أبو حمزة الزنجباري، عقب اقتحام "القاعدة" للمدينة في أغسطس/آب 2014.
ناشط إخواني
حارث النظاري، كان أحد اعضاء التجمع اليمني للإصلاح الذي يتزعمه عبدالمجيد الزنداني، وعمل مسؤولا لاستقطاب المراهقين إلى التجمع الإخواني، و رأى آخرون أن انضمام النظاري للقاعدة سلوك شخصي، لا علاقة له بالجانب التنظيمي للتجمع اليمني، غير أنهم ذكروا بأن "البدايات الأولى لعناصر القاعدة أنهم كانوا ناشطين في تجمع الإصلاح أو طلاب في جامعة الإيمان التي يرأسها القيادي المتشدد في تجمع الإصلاح عبد المجيد الزنداني، بحسب موقع "إيلاف".
داخل السجن
النظاري لم يكن يخفي علاقاته مع القيادي بتنظيم القاعدة في اليمن، أنور العولقي، الذي قتل في غارة أميركية في سبتمبر / أيلول 2011، واعترف بأنه التقاه لمرات عديدة منذ تفجيرات 11 سبتمبر/أيلول 2001 بنيويورك.
وقال إن أول مرة التقاه فيها كان بعد تلك التفجيرات وذلك خلال مؤتمر إسلامي جمع مجموعة من الدعاة، والمعلمين وشباب الصحوة الإسلامية، مشيرا إلى أن كلمات العولقي في المؤتمر كانت مهمة حول أهمية وأساليب الدعوة إلى الله.
وأضاف النظاري أن العولقي غادر اليمن وعاد بعد ذلك بسنوات وعندها أصبحت علاقته به أشد من ذي قبل قائلا "كنا جيرانا ونصلي في نفس المسجد (مسجد الأنصار)".
كما أن النظاري تحدث عن سجنه مع العولقي في اليمن، وتواصلهما داخل سجن المخابرات بصنعاء، وصولا إلى اعتقال العولقي من جانب الأميركيين واستجوابه ثم محاولة اغتياله للمرة الأولى ومقتله في الغارة الأميركية التي تم تنفيذها في سبتمبر/أيلول 2011، والنظاري في حديثه "يتمنى لو أنه قضى مع العولقي شهيداً ليفوز فوزا عظيما.
البغدادي ليس خليفة
وجه حارث النظاري انتقادات لزعيم "داعش" أبي بكر البغدادي، حين نصب نفسه خليفة للمسلمين، واعتبر الأمر "غير شرعي حيث أنه لم تتم استشارة أهل الحل والعقد كما أن خلافته ليست شاملة على عموم المسلمين بل على جماعته فقط".
وفي 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 اتهم النظاري، تنظيم "داعش"، بشق صفوف المجاهدين في العالم الإسلامي، وتصدير الفتنة إلى بلاد شتى، بعد تنصيب أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين.
ووجه رسالةً إلى مقاتلي "داعش" وأنصاره، قائلا: "العيش في منهاج الخلافة هو أسمى أمانينا، ولا نعارض تنصيب خليفة، لكن نسعى لتطبيق شروطه"، ودعا جنودَ "داعش" للإنكار على قياداتهم الذين تسببوا بإراقة الكثير من الدماء.
وحذر النظاري ما أسماهم المقاتلين في شتى الفصائل "المجاهدة" من خطورة الانتقال من بيعة إلى أخرى قائلًا: إن "الانتقال بين البيعات دون موجب شرعي يقلل من أهميتها ويؤدي إلى تحقيرها".
تهديد فرنسا
لفت انتباه المراقبين الغربيين تهديد حارث النظاري، فرنسا بهجمات جديدة، بعد اعترافه بمسؤولية "القاعدة" التي يتزعمها أيمن الظواهري عن ما أسموه "غزوة باريس"، وهو ما يؤكد تورط القاعدة في الهجوم الدموي على مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة، حيث كان أحد الشقيقين اللذين نفذا المجزرة وهو شريف كواشي، أبلغ قناة تلفزيونية فرنسية قبل مقتله أن تنظيم القاعدة في اليمن قام بتمويله وأرسله للقيام بذلك.
مقتله
وأعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الخميس، أن حارث النظاري، قتل في غارة شنتها طائرة أمريكية من دون طيار على محافظة شبوة جنوبي اليمن.
وقال التنظيم في بيان نشر عبر "تويتر" إن النظاري قتل مع سعيد عوض بافرج وعبد السميح ناصر الحداء وعزام الحضرمي وجميعهم يمنيين، في الغارة التي "استهدفت منطقة الصعيد في شبوة يوم السبت 31 يناير / كانون الثاني، مشيرا بأن النظاري كان "يرشد المجاهدين ويوجههم في مسائل العقائد والعبادات والمعاملات على تنوعها واختلافها".