التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 07:09 م , بتوقيت القاهرة

صور| سوريون ينشئون مصافي بدائية لتكرير النفط

تداولت وسائل إعلام، صورا لمصاف بدائية أنشأها سوريون، لتكرير النفط والحصول على مشتقاته في محافظة إدلب، وأصبحت هذه المهنة واحدة من أكثر الأعمال التي تدر ربحا في البلاد.


ويأتي النفط الخام الذي يجري تكريره عبر تلك المصافي، من الآبار في مناطق سيطرة "داعش".



وتجري عملية التكرير بوضع البترول في "حراقات" حيث تضرم النار في أسفلها، وتمتد من تلك الحراقات أنابيب تمر من حفرة كبيرة ممتلئة بالماء، ويخرج من نهاية تلك الأنابيب البنزين أولا، يليها الكيروسين، ومن ثم المازوت.



وأفاد أبو صالح، مالك إحدى المصافي في بلدة الشيخ إدريس بريف إدلب الشرقي، لوكالة "الأناضول" بأن استهداف طائرات التحالف لآبار النفط الواقعة تحت سيطرة "داعش"، جعل تكريرها خارج هذه الحدود أكثر جدوى.


وأوضح أن المصافي تسد جزءا كبيرا من احتياجات السكان في المنطقة، مشيرا إلى أن المصفاة التي يملكها على رغم كونها بدائية، فإنها أكثر تطورا من غيرها من المصافي.


أضرار بشرية


في هذا الإطار، بين أطباء في محافظة إدلب شمال سورية أن المازوت المكرر، والذي يصفه بعضهم بـ"المضروب"، يحتوي في تركيبته على غازات الفلور والهيدروجين والكلور والميتان وثاني أكسيد الكربون، مشيرين إلى أن الغازات الملتهبة والمنبعثة من عمليات تكرير النفط الخام تسببت لعشرات المواطنين بالتهابات في أنسجة الجلد والمسالك التنفسية، كما تسببت بحدوث إجهاد وارتباك ذهني لدى الكثير من المواطنين الذين فقد بعضهم التركيز والوعي قبل مراجعتهم لعيادات الأطباء.



الحراقات تقتل السوريين


وذكرت صحيفة "تشرين" القريبة من النظام في سوريا، أن سرقة النفط قبل تكريره تجري من خطوط نقل النفط الخام في المنطقة الشرقية، قبل بيعه لسكان محليين يعملون بدورهم على تكريره بطريقة تعتمد على خزانات تفتقر لأبسط مقومات السلامة الشخصية، وغير مجهزة بالمعدات لتصفية النفط من المواد الكيميائية، وإلى ما هنالك من أدوات تنتهي بعملية التبريد والتقطير.


وأضافت الصحيفة أن هذه الطريقة أودت بحياة الكثير من مستخدميها في معرة النعمان، إذ انفجرت حراقات بأكملها وأدت إلى موت من كان يعمل بها، وأحدثت تلوثا بالبيئة ستبقى آثاره لسنوات.



التكرير في المناطق الزراعية


وأوضحت الصحيفة أن عمليات التكرير البدائية للنفط المسروق تتركز "بشكل واسع وسط الأراضي الزراعية في معرة النعمان وقرى المطخ التابعة لناحية أبي الظهور وآفس، إذ ينتشر في سماء هذه المناطق دخان التكرير بشكل ملحوظ، وهو ينبعث من حراقات تستخدم إطارات السيارات المهترئة في عملية التكرير.


وكان وزير النفط والثروة المعدينة في حكومة النظام، سليمان العباس، أوضح سابقا أن كميات النفط المهدورة والمسروقة بلغت 11.942 مليون برميل نفط حتى عام 2013، كما بين أن إنتاج النفط في سورية تراجع إلى نحو 20 ألف برميل يوميا من أصل 380  ألفاً كانت تنتج قبل اندلاع الثورة في البلاد منتصف مارس/ آذار 2011، ما يعني انخفاضا بنسبة 95%.