التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 11:31 م , بتوقيت القاهرة

دكتورة جامعية.. بين الشوق والكرامة في قضية طلاق

تقول "جيهان" إنها تحب زوجها، وإنها تفتقده منذ انفصلا في أغسطس الماضي، لكنها تقيم ضده دعوى طلاق أمام محكمة الأسرة، بعد أن ضربها في خلاف حول مدارس الأولاد.


تشعر باحثة الدكتوراة "جيهان. ع" بالضعف بعد انفصالها عن زوجها. يوم أن جاء "فني الدش" لتركيب طبق التلفزيون سمعته من الطرقة وهو يتحدث في هاتفه ويقول "هي واحدة ست ومعاها 3 أطفال". ظنت "جيهان" أن العامل أراد أن يمكر بها السوء، فباتت ليلتها خلف باب الشقة.


الانتقال لأكتوبر


في الشهور الأولى لانتقالها إلى مدينة 6 أكتوبر كان يعذبها مبيت ابنها الكبير "عمر"، 13 عاما، وهو يبكي لأن والده غائب، وبحث طفلتها الصغيرة "لينا"، 6 سنوات، عن أبيها في كل غرف الشقة.


قبل 15 عاما تزوجت "جيهان"، باحثة الماجستير وقتها، من الأستاذ بكلية الزراعة في مشتهر بجامعة بنها. وبعد 7 أعوام حصل زوجها على منحة دكتوراة من أمريكا. فسافرا سويا وولديهما.


قضى الزوجان في ولاية كنتاكي "أجمل سنين جوازنا" كما تقول الزوجة. وفيها رزقا بابنتهما الصغرى "لينا". كانت "جيهان" تعمل وترعى بيتها وتأخد أطفالها إلى المدرسة وتعيدهم وتذاكر وتطبخ كل يوم لأن زوجها "بيحب ياكل كل يوم أكل طازة".


كان "بيحبنا قوي.. ده أنا اللي كنت بلومه على دلع الولاد.. هو كان بيقولي شوفي بس هم عايزين إيه ونجيبه.. بس هو كان بيضرب.. حتى في أمريكا كان بيضربني وكانت هتحصلنا مشكلة بسبب كده".


اعتداء متكرر


لم تكن "جيهان" لتفتعل أزمة بسبب "ألم" (صفعة) كما تقول، وتبررها بأنها ربما كانت من ضغوط العمل أو الاغتراب، لكنها تزعم أن ضربه لها كان عنيفا، بالإضافة إلى "تدخل أهله في حياتنا".


تفجرت الأزمة الأخيرة بين "جيهان" وزوجها بعد أن عادوا وأطفالهم لمدينة بنها في يونيو الماضي، حيث يقيم أهلها، وبالقرب منها في مركز طوخ تقيم أسرة زوجها.


"كنت أتمنى الطيارة اللي رجعنا فيها تفرقع في الجو وميحصلش اللي حصل"، تقول "جيهان": "أنا أسرتي كانت استثماري. كنت عايزاها أحسن حاجة في الدنيا".


العودة من أمريكا


بعد أن رجعوا من السفر لم يجدا مدارس تقبل أبنائهم. لا يعرف الأبناء العربية درسوا بالانجليزية فقط. كانت خيارات الزوجين بين المدارس الدولية التي لا يتحملان نفقاتها، والمدارس التجريبية، والمدارس الخاصة.


تقول الزوجة إن شقيقة زوجها طرحت عليهما أن يدخلا الاطفال مدرسة خاصة في شبين الكوم، لكن "جيهان" اعربت عن خشيتها من أن يذهب أطفالها لمدرسة في مدينة بعيدة.


تقول "جيهان" إنها اتفقت وزوجها على أن يدخلا الأطفال مدرسة تجريبية في مدينة 6 أكتوبر، وأن يستأجرا شقة هناك ويعيشان مع أولادهما، ويذهب الزوج إلى جامعته في بنها ويعود إليهما في 6 أكتوبر.


تدرك "جيهان" بعد المسافة من بنها لـ6 أكتوبر، لكنها تعلم أن عليهما تحمل بعض المصاعب لانجاح مستقبل أولادهما، وقبل زوجها، واتفقا على كافة التفاصيل.


ضرب ومحضر


في 22 أغسطس الماضي غادر الزوج لجامعته، ومنها لعائلته في طوخ. "رجع البيت كنت بصلي، فضل مستني بلبسه واقفلي لحد ما خلصت صلاة على غير العادة. وقاللي عملتي إيه في موضوع المدرسة قولتله معملتش حاجة، قاللي ولادي مش هيروحوا أكتوبر، ولازم ترجعي عن اللي في دماغك، قولتله طب اتصرف أنت في مدرسة تقبلهم هنا".


"وقتها مدرتش بنفسي.. بالأقلام.. وشنطي نصها كنت فتحته ونصه كان في الصالة. لما فقت لقيت نفسي كنت مخبطة في كل الشنط دي، والدم بينزف من بؤي ووداني، لما روحت عند ماما قولتلها أنا وقعت من عربية".


بين بين


تبدو "جيهان" عالقة في مرحلة لا فكاك منها "لما كان بيبقى فيه وقت كنت بحب أخرج معاه، كنت بودي الولاد عند بيبي سيتر (دادة) ونخرج نتعشى سوا مع بعض أو نحضر ندوة". تترقرق الدموع في عيني "جيهان": "أنا اشتقت له حبيت أسمع صوته. اتصلت بيه ولما سمع صوتي قفل السكة في وشي".


تقول "جيهان" إنها ذهبت رفقت والدها وحررت محضرا ضد زوجها، وأثبتت إصاباتها في مستشفى حكومي. واستلزمت إصاباتها علاجا أكثر من 21 يوما. تقول إن أهل زوجها أرسلوا لها بأنه لن يطلقها، ولن يدفع لها شيئا.


تعيش "جيهان" في شقة بالإيجار قرب مدارس أطفالها في مدينة 6 أكتوبر، ويعولها أبيها، وانقطعت أخبار زوجها عنها. تأمل "جيهان" في العثور على عمل يسند أسرتها، لكن "حال البلد زي ما انت شايف"، تقول.