التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 03:51 م , بتوقيت القاهرة

سيناء.. حكايات عن الحظر والإرهاب

يحل الليل ضيفًا ثقيلًا على أهالي سيناء، ورغم أن الليل يرتبط بالسهر والُأنس، إلا أن مدن شمال سيناء تعرفه بالصمت الرهيب والتزام البيوت.


في مدينة الشيخ زويد، لا يسمع الأهالي ليلًا سوى أصوات الأعيرة النارية، سواء كانت تحذيرية من قبل قوات الجيش، أو نتيجة لمعارك القوات المسلحة مع العناصر الإرهابية.


الشوارع خالية في مواعيد حظر التجول والبيوت هادئة والليل في الشتاء طويل، هكذا يقول بعض أهالي المدينة عن ساعات الصمت التي يقضونها ليلًا في انتظار فجر قريب تتطهر فيه سيناء من الإرهاب.


أحد أهالي المدينة يُدعى محمد سواركة ، قال إن قوات الأمن تغلق الطرق في نهاية اليوم فتنعدم قدرة الأهالى على التنقل ويلتزمون منازلهم، فيما يفضل البعض التجمع في الدواوين العائلية والسمر حول موقد النار وشرب الشاي حتى تحين صلاة العشاء فيصلون وينامون.


ويعاني موظف حكومي يُدعى سلامة عبد الواحد من ساعات الحظر بقوله "نجد صعوبة في نقل مرضانا إلى المستشفيات ليلًا بسبب حظر التجوال".


وطالب بتخصيص رقم ساخن للطوارئ يستخدمه الأهالي في ساعات الحظر لنجدتهم بسيارات الإسعاف، لافتًا إلى أن الرقم المركزى لديوان المحافظة لا يستجيب.
"تحركات عناصر تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي اختفت بعد هجمات "الخميس الدامي"، هكذا يصف مواطن بالشيخ زويد الوضع، في ظل تكثيف التواجد الأمني في المدينة وغطاء طائرات الآباتشي.


ولفت الانتباه إلى أنه تلقى معلومات من أقاربه بأن عدد من عناصر التنظيم الإرهابي يظهرون في بعض الأحيان على الطرق وهم يستقلون الدراجات البخارية ثم يختفون بعد أن تلاحقهم قوات الأمن.


"القوات المسلحة ماضية في خططها للقضاء نهائيًا على هذا التنظيم الإرهابي من خلال حملاتها المكثفة على مدار الساعة"، هكذا يحلل أبو محمد، الأوضاع في المدينة.


وأشار إلى أن الأهالي بات لديهم القدرة على التفريق بين صوت الطائرة المروحية "الآباتشى"، والطائرة بدون طيار التي تعرف باسم "الزنانة".


وأضاف أن الأهالي أصبحوا يترقبون سماع إطلاق صواريخ الجيش على العناصر الإرهابية، ويستقبلون وقعها على آذانهم بالهتاف والتكبير، مؤكدًا أنهم اكتسبوا خبرة هائلة في العمليات العسكرية جراء الأحداث الآخيرة.


مواطن من جنوب الشيخ زويد، قال إن قرى اللفيتات و التومة و الجورة و المقاطعة و الزوارعة، هي الأكثر تعرضًا لحملات الجيش باعتبارها مأوى لعناصر بيت المقدس، مشيرًا إلى أن غالبية الأهالي في تلك القرى نزحوا عن منازلهم بعد أن تحولت إلى أنقاض.