ألقت صحيفة "فاينانشال تايمز" الأمريكية الضوء على دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي للمستثمرين في مؤتمر "دافوس" الاقتصادي لحضور المؤتمر المصري المزمع عقده مارس المقبل في شرم الشيخ، مضيفة أن ذلك التطوير الذي يهدف إليه السيسي يحتاج سياسيات مفتوحة ومجتمعا نشطا وليس "رأسمالية المحسوبية" أو "استعادة الدولة الأمنية"، بحسب تعبير الصحيفة، التي قالت إن هذا سيترك المليشيات الإسلامية كالمنافس الوحيد الواضح أمام الحكومة.

وقالت الصحيفة الأمريكية في افتتاحية عددها الصادر أمس الأحد، إن الحكومة المصرية تفرض قبضة حديدية على المعارضة، اضافة إلى تجريم التيار الإسلامي المعتدل والمتمثل، بحسب الصحيفة، في جماعة الإخوان، محذرة من أن هذا لن يؤدي إلا لانضمام الإسلاميين لوجهة نظر تنظيم "داعش" القائلة إن الجهاد هو الطريق الوحيد المتبقى لها.

أضافت أنه حتى وإن كان الكثير من المصريين ينظرون لقادة الجيش كحصن يواجه الإرهاب، فإن مصر تستحق أن يحميها حكم القانون والسياسيات غير الإقصائية، بينما ما يحدث هو أن المحاكم العسكرية زادت قوتها بشكل لم يحدث في مصر منذ عام 1952، واستدلت الصحيفة على ذلك بأحكام الإعدام الأخيرة بحق 183 من أعضاء جماعة الإخوان.

مع ذلك، فإن السيسي يستحق الثناء، بحسب الصحيفة الأمريكية، لإجراءاته الإصلاحية لإنقاذ الاقتصاد عن طريق تخفيض الدعم للوقود وتحويل المال لقطاعات أخرى مثل الصحة والتعليم، مشيرة إلى أنه بعد أربعة سنوات على اندلاع أحداث يناير 2011 والإطاحة بنظامي حسني مبارك ثم محمد مرسي، يحاول السيسي تقديم نفسه للعالم كقوة استقرار وسط تصاعد تهديد تنظيم "داعش" في الشرق الأوسط.