التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 10:43 م , بتوقيت القاهرة

"الجواسيس" معركة السعودية للقضاء على "داعش"

يبدو أن المملكة العربية السعودية تتحرك حاليا نحو وضع أجهزتها الاستخباراتية في قلب المعركة، التي ستشنها على تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" خلال المرحلة المقبلة، في إطار سعيها لتقوية جبهتها الدفاعية ضد أي هجمات محتملة من قبل التنظيم المتطرف، لاستهداف المملكة خلال المرحلة المقبلة، بحسب ما ذكرت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية.


وأضافت الصحيفة البريطانية، أن الحكومة السعودية تتحرك حاليا نحو مجابهة تسلل عناصر ميليشيات التنظيم المتطرف، الذي يسعى لتهديد المملكة، منذ سيطرته على أجزاء كبيرة من سوريا والعراق العام الماضي، وهو الأمر الذي يثير حالة من القلق لدى سلطات السعودية.


دور استخباراتي


الرياض دمجت قوات الأمن العاملة في مجال مكافحة الإرهاب مع بعض العناصر الاستخباراتية، في إطار التنسيق بينهما للقضاء على الإرهاب، حيث ستلعب المعلومات التي ستوفرها أجهزة الاستخبارات دورا حيويا خلال المرحلة المقبلة على "داعش"،  لاستعادة المدن العراقية الرئيسية، أبرزها الموصل.


يقول أحد المسؤولين بالحكومة السعودية ـ رفض ذكر اسمه ـ إن هناك حاجة ملحة لحل استخباراتي لمواجهة تهديدات التنظيم المتطرف، مؤكدا أنه بالرغم من تأمين الحدود بصورة كبيرة، إلا أنه مازلت هناك حاجة للتعامل بحذر مع التنظيم المتطرف والتهديدات التي يفرضها، مشددا على ضرورة وضع جواسيس داخل التنظيم، للعمل لصالح الاستخبارات السعودية.


اختراق داعش


ربما يكون تدفق المقاتلين من جانب مختلف دول العالم، يمثل فرصة جيدة للمملكة من أجل وضع رجالها داخل التنظيم، إلا أن الأمر لا يبدو سهلا على الإطلاق، حيث أن الهيكل الإداري للتنظيم المتطرف ربما يجعل اختراقه أمرا صعبا للغاية، في ظل الظروف الحالية.


يقول اللواء منصور التركي، المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية، إن قيادات التنظيم لا يمنحون الثقة إلا للأشخاص المقربين إليهم بصورة كبيرة، وبالتالي فإن احتمالات الدخول بينهم تبقى صعبة، إضافة لصعوبة التنبؤ بخطط التنظيم المستقبلية بعيدا عن دائرة القيادة.


تحدي الداخل السعودي


من ناحية أخرى، يرى العديد من القيادات الأمنية في المملكة، أن الهجوم الذي شنه عناصر "داعش" على الحدود الشمالية للمملكة، والذي أسفر عن مقتل ثلاثة عناصر من قوات حرس الحدود، كان يهدف في الأساس للتسلل داخل الأراضي السعودية، ولا يقتصر على استهداف عناصر حرس الحدود.


فيما يضيف أحد كبار المسؤولين الأمنيين السعوديين، أن "الهدف الرئيسي كان الدخول إلى المملكة من أجل التواصل بين التنظيم وعناصره داخلها، حيث كانوا يحملون أدوات لصناعة الأحزمة الناسفة، وبالتالي فالهدف لم يكن استهداف حرس الحدود السعودي، ولكنه امتد إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير".