مستندات| "الفاصوليا" تهدر المال العام بالمتحف الزراعي
رغم تصنيفه كثاني أهم متحف متخصص في الزراعة على مستوى العالم بعد المتحف الزراعى في العاصمة المجرية "بودابست"، وأول متحف زراعي في العالم يتم إنشاؤه لتوثيق تاريخ الزراعة، إلا أن المتحف الزراعي بالقاهرة يشهد واقعة قيد التحقيق بالجهات القانونية تشير لوجود شبه إهدار للمال العام.
تعود الواقعة إلى أكتوبر الماضي، حينما قرر الدكتور أشرف الغنام رئيس قطاع الإرشاد السابق بزراعة والدكتور كمال صادق النجار رئيس المتحف الزراعي السابق بزراعة 9 أفدنة بمحصول الفاصوليا في حديقة المتحف الزراعي بمنطقة الدقي، حيث تم تسوية المساحة بالليزر بمبلغ 24 ألف جنيه، كما تم إنشاء شبكة ري لهذه المساحة بمبلغ 28 ألف جنيه، وذلك بمساعدة العاملين في المتحف، متناسين طبيعة المتحف الزراعي ومكانته العالمية.
ورغم تلك المصروفات وإشراف رئيس قطاع الإرشاد بوزارة الزراعة على المحصول بنفسه، إلا أن المستندات التي بين أيدينا تؤكد أنه حينما تم جمع المحصول بعد 3 أشهر من زراعته، وبيع المحصول بـ4 آلاف جنيه فقط، اقتسمها المتحف الزراعي ومعهد بحوث البساتين، باعتبارهما المنفذين للمشروع، ولم يتبق للقائمين على المحصول إلا مخلفات الزراعة من جذور وأعشاب ونباتات ضارة في أرض المشروع لتصبح مأوى للحشرات والقوارض.
وكشفت مصادر رسمية أن مشروع الفاصوليا كبد المتحف أكثر من 28 ألف جنيه دفعت لصالح شركة المقاولين العرب لزوم تركيب شبكات المياه، لم تُسدد حتى الآن، وهو الأمر الذي يعد مديونية على المتحف لم تسدد وعبء في ظل قلة الموارد المخصصة للمتحف.
جدير بالذكر أن المتحف إنشئ عام 1930 بغرض توثيق ذاكرة مصر الزراعية، ليصبح نافذة تطل منها كل الأجيال على حضارة مصر الزراعية، فضلا عن كونه مركزا للثقافة الزراعية، وكان المتحف قد أقيم في سراي الأميرة فاطمة إسماعيل ابنة الخديوي إسماعيل في حي الدقي، وأطلق عليه في البداية اسم "متحف فؤاد الأول الزراعي"، وتزيد مساحة المتحف عن ثلاثين فدانا، أي ما يعادل 175 ألف متر مربع، يعد أول متحف زراعي في العالم.
ويضم المتحف آلاف المعروضات والمقتنيات التي تقدم في مجملها قراءة تاريخية للزراعة وتطورها في مصر منذ عصر الفراعنة، وتوجد بالمتحف مقتنيات ونباتات نادرة بعضها انقرض من الوجود، مثل نبات (البرساء) الذي كان مقدساً عند الفراعنة، ونماذج لآلات زراعية تاريخية مثل المجرش أو آلة طحن الحبوب، التي يعود تاريخها إلي 15 ألف سنة، هذا فضلاً عن الكثير من الصور الفوتوغرافية والأعمال الفنية الزيتية، وتطور الأساليب الزراعية لدى الفلاح المصري، وأشكال الحياة القروية عبر التاريخ.
يتكون المتحف من ثلاث مبان لمعروضات خصص المبني الأول للمملكة النباتية والمبني الثاني لمعروضات المملكة الحيوانية والمبني الثالث يضم المعرض التاريخي للزراعة المصرية منذ عهد ما قبل التاريخ، وبالمتحف أيضا مكتبة وقاعات للسينما والمحاضرات وكذلك يضم المجموعة الحشرية.