التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 11:33 ص , بتوقيت القاهرة

دبلوماسيون ينتقدون "ازدواجية" واشنطن في التعامل مع مصر

انتقادات وجهت لوزارة الخارجية الأمريكية إثر لقاء جمع الخميس الماضي بين دبلوماسيين أمريكيين وممثلين عن جماعة الإخوان، والمشكلين لما يعرف بـ"المجلس الثوري المصري"، الذي يعقد اجتماعاته بتركيا، جاء على رأسهم مها عزام ووليد شرابي.


لم تنفِ واشنطن من جانبها اللقاء،  بل اعتبرت الأمر طبيعيا ويأتي ضمن اجتماعات عديدة تعقد بوزارة الخارجية الأمريكية، إلا أنها نفت أن يكون الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي جزءا من النقاش، فهل مازالت إدارة أوباما ترى جماعة الإخوان، التي أدرجتها مصر ضمن قائمة الإرهاب، ممثلة عن الشعب المصري، أو حتي تمثل تيارات المعارضة؟


ازداوجية أمريكية


السفير المصري السابق في واشنطن، عبدالرؤوف الريدي، قال إن هناك ازدواجية في الموقف الأمريكي تجاه مصر، فمن ناحية تعقد اجتماعات مع ممثلين للإخوان، ثم تصدر بيانات تندد بالهجوم علي مقرات أمنية في سيناء، مضيفا أن الإزواجية أيضا هي سمة جماعة الإخوان، التي تنفذ عمليات إرهابية داخل مصر، في حين تدعي في الخارج أنها تؤدي رسالة للسلام والديمقراطية.


وأشار الريدي في تصريح لـ"دوت مصر" إلى أن الاجتماع المنعقد بواشنطن الخميس الماضي يأتي ضمن دعم تاريخي من أمريكا لجماعة الإخوان، التي نجحت في توطيد علاقتها على الجبهة الخارجية، وإقناع الولايات المتحدة أنها الحل للإسلام المعتدل والتخلص من الجماعات المتطرفة، متخذين من الإطاحة بمرسي حجه للإقناع.


أضاف أن الهجوم الأخير على سيناء تم بحرفية سياسية واستراتيجية وعسكرية شديدة تنم عن دعم مالي وعسكري ومخطط من دول خارجية، مشيرا في هذا الصدد إلى الفيديو الذي أذاعته قناة "الجزيرة" القطرية بشكل حصري وقت وقوع الحادث ما يعني علمها المسبق به.


تجميل إعلامي


من جانبه، وصف مساعد وزير الخارجية الأسبق، حسين هريدي، الإدانة الأمريكية لحادث سيناء بأنها "تحصيل حاصل" وتجميل إعلامي لسياساتهم غير المعلنة، قائلا إن الإخوان هم أداة أمريكا في الشرق الأوسط، كما أنها تعتبر الساحة الخارجية التي يعلن من خلالها الإخوان وجودهم، مؤكدا أن هناك اتصالا مستمرا بين جهاز المخابرات الأمريكية والجماعة منذ خمسينيات القرن الماضي.


وأشار هريدي في تصريح لـ"دوت مصر" إلى أن واشنطن تدعي أن الاجتماع المنعقد يأتي ضمن اجتماعاتها مع أطياف الحكومة المصرية، متسائلا "هل تلتقي الخارجية الأمريكية بالعناصر القومية والناصرية وغيرهم من الأطياف داخل مصر؟"، مؤكدا أن الولايات المتحدة أعلنت قيادتها لتحالف دولي ضد جماعه إرهابية واحدة فقط وهي تنظيم "داعش"، إلا أن محاربة الارهاب يجب أن تكون شاملة ما تطالب به مصر دائما.


إدارك مصري


وحول تجاهل وزارة الخارجية الرد على هذا اللقاء الرسمي، رغم الموقف السابق لوزير الخارجية، سامح شكري، بعدما ترددت أنباء عن لقاء السفير الأمريكي الجديد بالقاهرة بعدد من عناصر جماعة الإخوان- نفت السفارة عقده - حين صرح في لقاء تليفزيوني بأن "لقاء السفير الأمريكي بأي من أعضاء الجماعة الارهابية سواء المتواجدين داخل السجن أو خارجه يعد اعتداء على القانون المصري وانتهاكا للسيادة المصرية".


أوضح السفير حسين هريدي أن الحكومة المصرية مدركة تمام لحقيقة ما يحدث وتعمل وفق ذلك، ولا تحتاج إصدار بيانات إدانة أو استياء من الموقف الأمريكي الذي لا يري دليلا واحدا حتى الآن لاعتبار جماعة الإخوان جماعة إرهابية على النهج الذي اتخذته السعودية والإمارات وغيرهما.