التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 04:48 م , بتوقيت القاهرة

هل يضرب الأفارقة المثال؟!

<p dir="RTL">لو أن الأفارقة نجحوا في تشكيل قوة عسكرية تساعد نيجيريا على التخلص من جرائم بوكو حرام، وتحاصر عملياتها الإرهابية التي تزداد خطورة وانتشارا، وتتجاوز حدود نيجيريا إلى النيجر ومالي والكاميرون، وتهدد الجزائر وعددا من دول شمال إفريقيا كما يطالب رؤساء النجير وأفريقيا الوسطى وغانا، الذين يؤكدون جميعا أن العمل الإفريقي الجماعي هو أقصر الطرق لهزيمة بوكو حرام، ويطالبون بتشكيل قوة تدخل عسكري تساعد نيجيريا على إنجاز هذا الهدف.</p><p dir="RTL">ولو أن ذلك حدث بالفعل فسوف تكون سابقة دولية مهمة تعزز الآمال في إمكانية أن تنهض قوى المجتمع الدولي بمسؤولياتها تجاه منظمات الإرهاب على مستوى العالم أجمع، خاصة أن هذه المنظمات رغم أنها تحمل أسماء وعناوين مختلفة وتعمل لحساب داعش أو القاعدة ترتبط بهدف واحد، يخلص في تقويض استقرار العديد من دول إفريقيا في منطقة حزام التماس، حيث يتعايش السكان الأفارقة من أصول عربية الذين يدين معظمهم بالإسلام مع السكان الزنوج الذين يدينون بالوثنية والمسيحية.</p><p dir="RTL"> ويتعايشون مع جيرانهم الأفارفة من أصول عربية في أمن وسلام، قبل أن تنشط جماعات الإرهاب في هذه المناطق، وتدمر علاقات الأفارقة العرب بالزنوج المسيحيين، وتزرع العداء الطائفي والديني بين سكان البلد الواحد إلى حد يأذن بحرب أهلية!.</p><p dir="RTL">وما يزيد من فرص نجاح الدول الإفريقية في تشكيل قوة تحالف عسكري تناهض بوكو حرام، أن أبو بكر شيخو زعيم بوكو حرام نقل المنظمة في غضون ست سنوات من ميليشيات عسكرية تعمل ضد الجيش والشرطة النيجيرية إلى منظمة إرهابية تستهدف المدنيين، تقتل الأطفال والنساء وتحرق القرى وتدمر المدارس، وتخطف الفتيات  لتبيعهن في سوق النخاسة.</p><p dir="RTL"> والأكثر غرابة أن "أبو بكر شيخو" يدعي أنه يرتكب هذه الجرائم بأوامر إلهية تأتيه من السماء!، وأن ما نشهده الآن هو مجرد بدايات متواضعة قياسا على ماهو قادم! وأن ما حدث في منطقة بيجا يوم 3 يناير من حرق للقرى ومطاردة السكان بالقتل هو مجرد قمة جبل الجليد الذي لا يزال مختفيا تحت السطح!</p><p dir="RTL">ويزيد من حاجة الأفارقة إلى موقف موحد يساعد نيجيريا ويحاصر أخطار بوكو حرام إهمال المجتمع الدولي لما يجري في نيجيريا، رغم أن عدد ضحايا بوكو حرام يزيدون أضعافا عن ضحايا الإرهاب في أية دولة أوربية!</p><p dir="RTL">وهذا ما وضح بصورة جلية في المقارنة بين ردود أفعال المجتمع الدولي على جريمة "تشارلي إبدو"، التي حظيت باهتمام عالمي ضخم، حيث سارع معظم رؤساء أوربا وعدد من زعماء العالم إلى الاشتراك في مسيرة باريس، وتسابق الجميع على  رفع شعارات التضامن مع تشارلي إبدو، بينما لم تلق جرائم بوكو حرام أي اهتمام دولي مماثل رغم أن ضحاياها يزيدون  أضعافا عن ضحايا جريمة باريس!.</p><p dir="RTL">والأمر المؤكد أن نجاح الأفارقة في تشكيل قوة عسكرية موحدة تطارد الإرهاب في الدول الإفريقية، سوف يحفز الدول العربية إلى اتخاذ مواقف مماثلة، لأن الإرهاب يهدد بصورة أكبر العالم العربي بما يستدعي ضرورة اتفاق الدول العربية على خُطة عمل موحدة ضد الإرهاب، تبدأ من الالتزام الصارم بعدم إعطاء الإرهاب ملاذا آمنا والحرص الجاد على تجفيف منابعه المالية، وتصل إلى حد معاقبة الدول التي تخالف هذا الاتفاق في إطار الجامعة العربية، ومحاولة تشكيل قوة عسكرية مشتركة تنفيذا لتوصية وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الأخير.</p><p dir="RTL">وأيا كانت الصعوبات والمشاكل التي تواجه إنشاء قوة عسكرية عربية، فالأمر المؤكد أن توثيق التعاون العربي في خطة موحدة تلتزم بعقاب أي دولة تخرج عن هذا الميثاق تمثل خطوة أولى على الطريق الصحيح، لأن الغرب والأمريكيين لا يبدون حماسا كافيا لمحاربة داعش أو القاعدة، فضلا عن تباطؤ جهودهم لأسباب عديدة يدخل من بينها الإبقاء على هذه المنظمات فزاعة تلزم دول الخليج المزيد من الاعتماد على الغرب والأمريكيين لضمان أمنهم.</p><p dir="RTL">وهذا ما عبر عنه بوضوح بالغ الرئيس الأمريكي أوباما الذي يصر على أن القضاء على داعش سوف يتطلب وقتا غير قصير، رغم أن داعش ليست العدو الذي لايهزم، وقد منيت بخسائر ضخمة في شمال العراق أجبرتها على الانسحاب من  مناطق  عديدة لأن البشمرجة الكردية وقفت لها بالمرصاد، كما منيت بخسائر ضخمة في مدينة كوباني(عين العرب)، ولم تجد قواتها بدا من التراجع تحت ضغوط المقاتلين الأكراد الذين يسيطرون الآن على 80% من مدينة كوباني،وتؤكد معظم التوقعات أن هزيمة داعش في كوباني وإجبار قواتها علي الفرار من المدينة بات أمرا مؤكدا، يتوقع الجميع إنجازه في غضون الأسابيع القليلة المقبلة.</p><p dir="RTL">وقد تكون ليبيا النموذج الواضح لضرورة إنجاز عمل عربي جماعي، يستنقذ البلاد من خطر الإرهاب الذي يسعى الآن للسيطرة على منطقة هلال البترول  المتددة من بنغازي جنوبا إلى مدينة "سرت"، وتضم مناطق البريقة ورأس لانوف وعدد كبير من حقول البترول وموانيه، لأن سيطرة جماعات الإرهاب على ليبيا تعني سيطرتها على أمن البحر الأبيض والأمن الأوروبي وتهديدها المباشر لأمن مصر والجزائر.</p><p dir="RTL"> وتعني زيادة مواردها المالية بصورة مخيفة تمكنها من مواصلة أعمالها، الأمر الذي يتطلب تعاونا جادا من الدول العربية ودول الجوار الليبي يسمح باستخدام القوة ضد منظمات الإرهاب، أسوة بالدول الإفريقية إذا ما نجحت دعوات الزعماء الأفارقة إلى عمل عسكري جماعي مشترك هو بالفعل أقصر الطرق لهزيمة منظمة بوكو حرام.</p><p align="right" dir="RTL"> </p>