التوقيت الخميس، 19 ديسمبر 2024
التوقيت 09:09 ص , بتوقيت القاهرة

عندما تباع الأوطان


اليمن لم يعد سعيدا.. وتوكل تكتفي  بالجنسية التركية.. وتختفي
الصورة ليست جديدة أو انفراد جديد نقوم بنشره، ولكنّها صورة قديمة تم نشرها في معظم الصحف والمواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، ولكنّها في الحقيقة هي البداية للحال المؤسف الذي وصلنا إليه الآن في الدول العربية عامة وفي اليمن خاصة. 


الصورة تجمع بين الناشطة اليمنية الإخوانية توكل كرمان، والست هيلاري كلينتون أثناء استقبالها لتوكل لتسليمها إحدى الجوائز التي منحوها لها مقابل مجهوداتها في هدم الوطن العربي، الذي كان يوما ما حلما لكل العرب أن يصبح وحدة واحدة، فأصبح الآن فرقا متناحرة ودولا ممزقة بحروب أهلية وإرهاب أسود، لايرى إلا المصلحة الخاصة على حساب الأوطان. 


اليمن الآن أصبحت في خبر كان، بعد نجاح الناشطة الإخوانية توكل في تقسيمه إلى ستة أقاليم فيدرالية، وساعتها نشرت الأخت الناشطة تويتة تفخر فيها بأن اليمن أخيرا أصبح مقسما إلى ستة أقاليم فيدرالية، وكأنّها نجحت في تحقيق الحلم ليمن كان سعيدا، فأصبح على يد توكل ورفاقها ستة أقاليم.


الآن استولى الحوثيون على قصر الرئاسة في خطوة تعتبر سيطرة للشيعة على الحكم في اليمن.. بما يشكله هذا من خطر على المنطقة العربية كلها والشرق الأوسط كله، وليس مصر فقط أو السعودية فقط .


المهم أن الست توكل لم تظهر بعد استيلاء الحوثيين على القصر الرئاسي والسيطرة على الأوضاع في اليمن.. لم تظهر لها تويتة واحدة توحد ربنا تعلن فيها موقفها.. لم نعرف حتى الآن موقفها ولا رأيها في سيطرة الشيعة على الحكم في اليمن، وما يُمكن أن يُمثله من خطر داهم على المنطقة العربية كلها.


 أنا شخصيا كنت أتوقع أن تتحفنا الناشطة الإخوانية بتويتة جديدة تعرب فيها عن سعادتها بسقوط القصر الرئاسي وسيطرة الحوثيين على الأوضاع في اليمن، كما كانت في منتهى السعادة عندما تم تقسيم اليمن. 


الغريب أن الست توكل اكتفت بحصولها على الجنسية التركية بعد أن ضاع اليمن الذي كان سعيدا، وظلت توكل تحتفظ بسعادتها الشخصية لسقوط اليمن لأنها بكل بساطة ستعيش في تركيا لتنفق ما حصلت عليه من دولارات مقابل بيع الأوطان.. برافو يا توكل.. هكذا تُباع الأوطان.



من توكل إلى القات .. هل عرفتم الآن .. لماذا سقط اليمن؟


والآن نتساءل .. لماذا سقط اليمن؟ اليمن السعيد الذي نراه على صفحات التاريخ بلدا غنيا سعيدا بحق.. لماذ سقط اليمن؟ 


أعتقد أن الصورة توضح باختصار شديد لماذا سقط اليمن.. تجمع يمني تجده في جميع أنحاء اليمن والكل تجد " خده منفوخا"، كما لو كان مصابا بورم خبيث يحتاج لاستئصال عاجل.. مع حالة من التوهان العجيب الغريب والخروج من عالم الواقع إلى عالم  السحاب وما وراء الحجب. 


كل واحد من الموجودين بالصورة عايش مع نفسه ونافخ بقه وطاير في الهوا مع عصافير الجنة.. ولا عجب فهكذا تعودوا حتى أصبح القات جزءا من تركيبة معظم المغيبين هناك، وأصبح كل منهم يبحث عن القات قبل القوت !!


وأصبح التوهان لليمن عنوانا 


ومِن توكل كرمان إلى القات تستمر المؤامرة على الوطن الذي أصبح يُباع على النواصي.. ضاع اليمن.. هل عرفتم الآن لماذا سقط اليمن؟!



وهاهم الأشاوس يجلسون على العرش!!!


وبعد سيطرة الحوثيين على الأوضاع في اليمن ودخولهم قصر الرئاسة والسيطرة عليه أيضا، وصل السادة الأشاوس إلى كرسي العرش، وكان من الضروري أن يحصل الجميع على الصور التذكارية وهم جلوس على الكرسي، الذي أصبح يمثل حلما لكل من هب ودب. 


سيطروا على الوضع في اليمن واحتلوا القصر الرئاسي وجلسوا على الكرسي الوثير بالسلاح الآلي والشبشب الزحاف، ليثبتوا للعالم أن الثورة لم يعد لها معنى ولا هدف سوى الوصول للكرسي والتقاط الصور التذكارية عليه، وبعدها يحصل اللى يحصل مش مشكلة تخرب البلد تولع الدنيا مش مهم المهم الصورة التذكارية. 


أما نحن في مصر فتذكرنا الصورة بالأخ المعزول الذي وصل لكرسي الحكم في مصر، وكان نموذجا في الفشل الذريع، وصورة كاريكاتيرية للحاكم عندما يُصاب بالبلاهة، ويكون كل همه أن يبقى على كرسي العرش بحجة الشرعية، التي يعلم يقينا أنها شرعية كاذبة ومزورة، ولكنها تحولت على أيدي المعزول وجماعته إلى خراب يريدون أن ينشروه في مصر، فإما كرسي الحكم أو الخراب والقتل والحرق. 


وهكذا الحال في اليمن وفي ليبيا وفي سوريا وفي العراق وفي السودان وفي كل مكان بالمنطقة التي تعاني من مؤامرات الغرب الكاره والحاقد والطامع في خيرات المنطقة، والذي يعمل لصالح إسرائيل وبتعاون تام من جماعات تدعي أنها إسلامية، ومن دول تدعي أنها ضد  أمريكا وإسرائيل في العلن وتتآمر معها ضد مصر والدول العربية في الخفاء أو في العلن.. إنها الخيانة سرا وجهرا والعمالة على عينك يا تاجر.