"الست إلى قتلت عمك فاتحة محل حدايد وبويات في شارع التلاتين بالطالبية"، بهذه الكلمات تمتم بها أحد أصدقاء الجاني له في مكالمة هاتفية.. بمجرد سماع "منصور" الجاني الأول هذه الكلمات أجرى مكالمة هاتفية لابن عمه "الجاني الثاني" ويدعي "محمد.ك."، يبلغه فيها أن "نجاة" تقطن في إحدى الأماكن في منطقة الطالبية، قائلا له "أحنا لازم ناخد تار عمنا". 

عم حمدان

المتهمان "منصور.ص." سائق توك توك، والآخر "محمد.ك." ميكانيكي، يعيشان في إحدى الأحياء في محافظة القاهرة، ليحصلوا علي قوت يومهم بعد أن تعثرت حالتهم المادية في مركز "دايروت" بمحافظة أسيوط. 

في عام 2003، تم قتل عم "حمدان" على يد سيدة تدعى "نجاة" في دائرة مركز "دايروت" بمحافظة أسيوط، وهربت على الفور إلى أحياء الجيزة.. ولم يلاحق أهالي العائلة المتهمة وأصبح هناك تار بين العائلة والسيدة "نجاة"، التي لم يستطيع أحد معرفة مكانها التي تقطن بيه حتى الآن. 

مكالمة هاتفية

يوم 23 يناير من الشهر الجاري، المتهم الأول "منصور" تلقي المكالمة الهاتفية من أحد أصدقائه ليخبره عن معرفة مكان "نجاة".. في نفس ذات اللحظة لم يمكث "منصور" في التفكير كثيرًا عن أخذ التار، فأجرى مكالمة هاتفية لابن عمه "محمد" ليخبره فيها أنه حان وقت أخذ تار العائلة، وقال له "روح على البلد دلوقتي اشترى سلاح". 

بالفعل، غادر المتهم الأول "محمد" مكان عمله بالقاهرة، وسافر إلى مكان مولده، حيث محافظة أسيوط، ليشترى السلاح الناري والطلقات التي يستخدموها في الجريمة.  

المتهم الأول "محمد" سافر وعاد إلى القاهرة في نفس اليوم. لم يكن هناك وقت للتفكير عن خطة الجريمة، فذهب المتهمان إلى مسرح الجريمة، حيث العنوان الذي أدلى بيه صديقه عن مكان "نجاة". 

التوك توك 

ذهب المتهمان "منصور، ومحمد" إلي شارع الثلاثين بمنطقة الطالبية بالتوك توك، وفي يد كلاهما سلاح ناري لطلقات 9 مللى. ولم ييكن يعلم المتهمان ملامح وجه "نجاة"، نظرًا لأنهم كانوا في عمر الصغر في وقت حدوث الجريمة بأسيوط.. فأتجهوا للبحث في تلك الشارع على محل "حدايد وبويات" لسيدة عجوزة تقطن بيه.  

مقتل رجاء 

وفور رؤية إحدى السيدات تمكث علي باب محل "حدايد وبويات"، أطلقا المتهمان وابلا من النيران علي سيدة تدعي "رجاء"، دون التأكد أو تجميع معلومات عن تلك السيدة والتأكد من صحة المعلومات التي وردت لديهم في الهاتف. 

وبعد إطلاق النيران عليها، فرا المتهمان في "التوك توك" هاربين، ولكن ملامحهم ثبتت في ذهن أهالى المنطقة عندما شاهدوهم.  

لحظة القبض على المتهمين

لم تمر عقارب الساعة لوقت طويل، حتي تم القبض على المتهمان داخل التوك توك في إحدى الكمائن التي تم وضعها بعد علم مدير إدارة مباحث الجيزة اللواء محمود فاروق بالحادثة.  

وعلى الفور، نقل أهالي منطقة الطالبية المجني عليه "رجاء" إلى مستشفي الهرم، ولكنها كانت قد لفظت أنفاسها الأخيرة وتوفت. 

الاعتراف بالجريمة

وأمام وكيل نيابة الحوادث بجنوب الجيزة، برئاسة حسام نصار، أعترف المتهم "منصور" بتفاصيل الواقعة كما روى محررو "دوت مصر" لكم قصة مقتل سيدة علي يد شابان يسيطر علي عقلهم العرف الصعيدى دون التفكير والتأكد من صحة المعلومات، فأصبح الهدف الأول والأخير لهم التار. وبينما أنكر المتهم الثاني "محمد" صلته بالواقعة نافيًا علمه بواقعة مقتل سيدة. 

وأمرت النيابة العامة لحوادث جنوب الجيزة برئاسة المستشار أسامة حنفي بحبس المتهمان يوم السبت الماضي 4 أيام . وقد جدد قاضي المعارضات، اليوم الأربعاء، تجديد حبس المتهمان 15 يومًا علي ذمة التحقيقات التي تجري معهما.