خاص| وفاة الملك عبدلله ربما تقوض مصالحة مصر وقطر
للمرة الأولى منذ استقبال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، للمبعوث الخاص لأمير قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي بالقاهرة، بترتيب سعودي وفق ما قيل وقتها، عادت قناة "الجزيرة مباشر مصر" القطرية للبث مرة أخرى، بالتزامن مع أحداث العنف التي اندلعت في الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير/ كانون الثاني، ووصفت التظاهرات بأنها "مناهضة للانقلاب".
البعض اعتبر أن الأمر نكوص على التعهدات السابقة للدوحة أمام العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، بالتهدئة مع القاهرة لإنجاح المصالحة المصرية –القطرية، التي انخرطت الدولتان فيها بمبادرة ورعاية من المملكة.
وكانت قناة "الجزيرة مباشر مصر" أوقفت بثها، وتولت قناة "الجزيرة مباشر" العامة تغطية الشأن المصري، ولكن بعد استخراج التصاريح اللازمة من السلطات، على اعتبار أن إغلاق الأولى كان من ضمن شروط القاهرة لقبول المصالحة مع الدوحة، وبخاصة أنها كانت تتبنى خطابا عدائيا لنظام السيسي.
أجواء متوترة
ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور حازم حسني، أن عودة نفس اللغة القديمة لقناة "الجزيرة"، فضلا عن عودة بث "الجزيرة مباشر مصر"، سواء على الإنترنت أو من خلال أقمار صناعية أخرى غير "نايل سات" بترددات مختلفة، أمر يشير بوضوح إلى تراجع الدوحة عن التهدئة مع القاهرة، والتي سيطرت على الأجواء بين البلدين خلال الفترة الماضية، برعاية سعودية خاصة من الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود.
وأوضح حسني لـ"دوت مصر"، أن "القيادة القطرية ربما ترى أن الوقت مناسب للتخلي عن التعهدات والالتزامات السابقة التي قطعتها على نفسها أمام الملك السعودي الراحل، مستغلة انشغال القيادة السعودية الجديدة بالملفات الداخلية للمملكة، والتي ربما تحظى بالأولوية حاليا على مائدة صانع القرار السعودي".
ونبه إلى أن التزام قطر بالتهدئة كان راجعا بالأساس لضغوط عديدة، تعرضت لها من جانب جارتها الكبرى السعودية، فضلا عن ضغوط دول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسها الإمارات والبحرين.
وحذر من أن القيادة السعودية الجديدة إذا سحبت يدها من مشروع المصالحة المصرية –القطرية، ربما تنهار أجواء التهدئة بشكل تام، مؤكدا أن عودة استخدام قنوات الجزيرة للهجتها العدائية تجاه مصر والسيسي سيكون لها رد فعل، سيتسبب غالبا في دخول العلاقات بين القاهرة والدوحة مرحلة جديدة مما يشبه العداء.
الوساطة مستمرة
ومن جانبه قال تركي السديري، رئيس تحرير جريدة الرياض السعودية، إن الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، العاهل السعودي الجديد، سيواصل ما بدأه سلفه من جهود للوساطة بين مصر وقطر، على اعتبار أن هذه الجهود أولوية جزء من سياسة المملكة عموما وليس للعاهل الراحل، بهدف ترتيب البيت العربي داخليا لمواجهة الأخطار المحدقة بالمنطقة.
وعن تغير لهجة خطاب قناة "الجزيرة" قلل السديري من أهمية ذلك قائلا: "وهل كان يعول على الجزيرة للتهدئة بين مصر وقطر؟ الجزيرة لا ينظر لها بجدية في مثل تلك الأمور".
وأشار السديري، لـ"دوت مصر"، إلى أن "الأهم من الجزيرة هو كيفية تعامل قطر مع قيادات الإخوان والتدخل في شؤون جيرانها، لأن هذا من الأمور الواضحة التي التزمت بها قطر، وفقا لاتفاق الرياض الذي بناء عليه عاد سفراء السعودية والإمارات والبحرين إلى الدوحة".
ودعا السديري، إلى عدم استباق الأحداث والنظر بعين الاعتبار إلى سياسات قطر، وليس إلى التصرفات "غير المسؤولة" من قناة "الجزيرة".