التوقيت الأحد، 22 ديسمبر 2024
التوقيت 11:33 م , بتوقيت القاهرة

حكاية أول قسم تم تدميره في جمعة الغضب

قسم الأربعين بمحافظة السويس، أول الأقسام التي تعرضت للتدمير خلال جمعة الغضب في ثورة 25 يناير 2011، التي تحل ذكراها الرابعة اليوم، ومنذ ذلك التاريخ اتخذت مديرية أمن السويس مقرًا مؤقتًا للقسم بجوار مبنى حي الأربعين لحين الانتهاء من بناء مبنى جديد بمنطقة السادات بالحي ذاته.


من مقر للأمن إلى مأوى للخارجين عن القانون ومخزن للمواد المخدرة، هكذا تحول مقر قسم شرطة الأربعين بمحافظة السويس إلى مكان لممارسة جميع أنواع الجرائم صغيرها وكبيرها . 


المسئولون أطلقوا وعودًا بتحويل مبنى القسم إلى متحف لضحايا الثورة أو متحف لشهداء المقاومة الشعبية خلال حرب أكتوبر، إلا أن الوعود ظلت حتى اللحظة الراهنة مجرد أمنيات لم تدخل حيز "التنفيذ الفعلي"، ليبقى المبنى كما هو منذ ثلاث سنوات كما هو "أطلال".


بعض السكان المجاورين للقسم أكدوا أن عددًا من أطفال الشوارع حولوا "المقر الشرطي" إلى مأوى لجرائمهم، مشيرين إلى أن بعض أطفال الشوارع رأوا فيه موقعًا مناسبًا لتنفيذ جرائم اغتصاب ضد أطفال آخرين في حين حوله آخرون إلى وكر لتجارة وتعاطي المخدرات.


ويقول محمد ابراهيم، أحد السكان المجاورين لقسم الأربعين "لقد تحول قسم الشرطة إلى وكر بعد 28 يناير 2011، لصوص الخردة سرقوا كل قطعة حديد داخله".


ويضيف حسين السيد، موظف من السكان المجاورين للقسم، "سمعنا منذ فترة فتاة من أطفال الشوارع تصرخ داخل القسم وعندما دخلنا فوجئنا أنها مصابة بنزيف حاد وأن عددًا من أطفال الشوارع قاموا باغتصابها، هذا بجانب ما نشاهده يوميًا من تعاطي المدمنين للمخدرات داخل القسم".


أستاذ الفنون التشكلية بكلية الآداب بالسويس الدكتور علي السويسي، يقول إن قسم شرطة الأربعين تم بناءه في أوائل القرن الماضي ليكون ملجأ للبنين وعقب ثورة 1952 ومع توقف العمل بالملجأ قامت وزارة الداخلية باستئجاره وتحويله لقسم شرطة.


وتابع السويسي "حصلنا على موافقة وزير الثقافة الأسبق عماد الدين أبو غازي بتحويل المبنى إلى متحف للمقاومة الشعبية، وتنازلت وزارة الداخلية مؤخرًا عن المبنى بعد بناء قسم جديد بمنطقة السادات لينتهي النزاع على هذه القسم..إلا أننا في انتظار تحرك المسئولين لتنفيذ وعودهم".


من جانبه، قال العربي السروي محافظ السويس، في تصريحات أدلى بها مؤخرًا، إنه قرر تشكيل لجنة تنفيذية لبدء تنفيذ مشروع تحويل المبنى إلى متحف للمقاومة الشعبية في السويس حتى يتم إنقاذ المبنى وتحويله إلى متحف يليق بالمقاومة الشعبية".