في صباح السبت 24 يناير استعد المواطن محمد إدريس، الذي يعمل مهندسا، إلى زيارة من أجل ترفيه أولاده وزوجته، بصحبة مجموعة من الجيران في منطقة حدائق الأهرام، بالقرية الكونية في مدينة 6 أكتوبر، والتي توجد بها آثار مصر على شكل مصغر.

قرر الأب أن يصطحب ابنه وابنته إلى قسم نهر النيل، وحاول الابن أن يستكشف مجسم نهر النيل بنفسه فغرق بعد أن انزلقت قدمه، فذهب والده لينقذه وتطور الموقف وفذهبت الزوجة لمساعدة زوجها، حتى غرق الأب بعد أن يساعد أحد الجيران في خروج الابن والزوجة، وفشل في سحب الأب.

القصة تحكيها الأرملة الملكومة عفاف عماد عبر صفحتها على "فيس بوك"، ويرويها مرة أخرى لـ"دوت مصر" شقيقها ياسر عماد، بعد أن لحق بالأسرة على إثر مكالمة هاتفية لمحاولة إنقاذهم، خطوات سريعة دلفها الشقيق لإنقاذ الأسرة ولم يجد أي فرد أمن خلال دخوله للقرية، حتى قابل مدير القرية اللواء مجدي، الذي قال "ما غرق خلاص هنعمل له إيه"، بحسب قول الشقيق.

وعقب الحادث بأربعة أيام لم تتواصل أي جهة أمنية أو رسمية مع الأسرة، ويقول ياسر إن القرية خلت من أي رجال الأمن، ولم يساعد أي عامل بالقرية لخروج الزوج، مشيرا إلى أنه غرق في تمام الثالثة والنصف عصرا، وحضرت قوات الإنقاذ في السادسة والنصف مساء.

الزوجة المكلومة تروي أن نور الدين الابن (3 سنوات) والابنة سما (سنة واحدة) كادا أن يغرقا دون مساعدة الجيران، مضيفة أن الزحام الشديد منع الأسرة من ركوب المركب، وأن هناك أحد العمال امتنع عن مساعدة الزوج الغريق بسبب برودة المياه، ونزل أحد من الجيران، لكنه لم يجده وكان قد غرق.

وتابع الشقيق "محدش كلف خاطره وساعد أختي أو الزوج، أو اتصل بينا حتى بعد الوفاة للتحقيق في الواقعة، مضيفا "أنه لو لا الجيران المتواجدين مع الأسرة في الرحلة كانت الأسرة كلها غارقة"، مشيرا إلى أن زيارة الأسرة كانت الأولى للقرية.

يتابع أن مياه النيل المجسمة بالقرية ذو عمق يصل إلى 7 أمتار، مضيفا أنه حسب روايات أخرى من عمال بالقرية فإن حادث إدريس لم يكن الوحيد، فهناك فتاة 17 عاما غرقت من قبل، وأحد العمال غرق أيضا في واقعة سابقة، بحسب قوله.

"محمد إدريس" الزوج الثلاثيني توفى إثر غرقة في النهر المجسم، والزوجة وشقيقها اتخذا إجراءات قانونية من أجل عودة حق الزوج المتوفى، ووكلا محاميا من أجل ذلك، وعدد من سكان مدينة حدائق الأهرام دشنوا عبر موقع فيس بوك صفحة "هنجيب حق محمد إدريس ضحية إهمال القرية الكونية".

وتتبع القرية وزارة التربية والتعليم، وتشرف عليها وتديرها القوات المسلحة، ونشر أحد النشطاء مقطع فيديو يبرز عملية الغرق الذي تعرض لها الزوج، وقال شقيق الزوجة إنه لا يعلم هوية مصور الفيديو، مرجحا أن يكون أحد العاملين بالقرية.

شاهد الفيديو هنا

من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم هاني كمال، في تصريح لـ"دوت مصر"، إن الواقعة قيد التحقيق، مضيفا أن الوزارة ليست مسؤولة عن تأمين القرية من الداخل، وأن الدفاع الوطني هو المسؤول عن تأمينها.