التوقيت الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024
التوقيت 06:14 ص , بتوقيت القاهرة

خاص| معارضون سوريون يقللون من أهمية مؤتمر موسكو

وجهت روسيا الدعوة لنحو 28 معارضا سوريا ينتمون إلى تيارات وأحزاب في الداخل السوري، وأخرى منضوية ضمن الائتلاف الوطني وهيئة التنسيق لقوى التغيير الديمقراطي لحضور مؤتمرا لمحاولة الوصول لحل للأزمة السورية بموسكو.


 وأكدت روسيا أن الأطراف السورية التي لن تشارك في اجتماع موسكو ستفقد أهمية دورها في عملية التفاوض، حيث تدور المساعي هناك على لم الكلمة لمواجهة الإرهاب في البلاد على حد وصف موسكو، فيما لن يطرح على طاولة الحوار رحيل النظام أو الرئيس السوري بشار الأسد، نظراً لكون الانتخابات التي جرت في سوريا العام الماضي هي من حدد بقاء الرئيس أو رحيله.


تشتيت المعارضة


يقول عضو الهيئة السياسي في الائتلاف الوطني السوري، صلاح درويش لـ"دوت مصر": "إن أسباب عدم مشاركتنا في اجتماع موسكو تكمن في أنه رأينا الشكل الذي دعينا به إلى الاجتماع لا يلبي حالة المرحلة، أنا كنت مدعو باسمي الشخصي، وأنا لا أمثل نفسي ولا الائتلاف، كنا نتمنى أن تعقد الاجتماعات مع الكتل الموجودة، فالمفاوضات مع النظام يفترض أن تكون من النقطة التي توصل إليها المجتمع الدولي في جنيف، فانطلاق المفاوضات من الصفر وعدم وجود ورقة مكتوبة ومشروع سياسي يبقي المسألة تداولية، ونشكر كل دولة تحاول إيجاد حلا سياسيا للمسألة السورية، منهم القاهرة وموسكو، نتمنى تطوير اللقاءات حتى تشمل بحث كل المكونات والأطر وأن تكون هناك مقومات لنجاح أي مؤتمر".


أضاف درويش: "بالنسبة لمن ذهب إلى اجتماع موسكو ربما لديه تصور حول الأزمة السورية، لكن برأيي هذا الشكل من التحرك قد يؤدي إلى تشتيت المعارضة أكثر، نحن نعمل الآن على توحيد المعارضة، هيئة التنسيق والائتلاف عقدوا لقاءات ووصلوا لمذكرة تفاهم بين المعارضة، هذا يعني أن محاولة الحل في سوريا تتطلب بذل كل الظروف لإنجاح العملية".


اجتماع تداولي


وحول عدم ذهاب الائتلاف للمؤتمر، قال درويش إن الائتلاف لم يرفض الذهاب لموسكو، الائتلاف لم يدعى أساسا، ولم تصله أية بطاقة دعوة باسم الائتلاف، وهناك عدة أسماء من الائتلاف دعوا بأسماء شخصية، بالتالي مؤتمر موسكو ليس مؤتمرا لكل المعارضة أو الأطياف، وأنه يظن أن الاجتماع سيكون تداوليا، متمنيا أن يتوصلوا لبعض النقاط التي تصب في مصلحة المعارضة.


من جانبه يقول عضو الائتلاف الوطني السوري، عبد الأحد أصطيفو لـ"دوت مصر": "لقد بينّا أسباب اعتذارنا عن مؤتمر موسكو ومن بين هذه الأسباب شكل الدعوى التي وجهت، فنحن نتنمي لمؤسسة وائتلاف عنده شرعية بالنسبة لباقي فئات المعارضة، ونحن بدأنا بالتنسيق مع أطياف المعارضة السورية، ولقد كنت شخصيا في القاهرة، والتقيت مع الأخوة في هيئة التنسيق، واتفقنا على مذكرة تفاهم معها، ونحن بدورنا نشكل كل من يوفر للمعارضة أن تلتقي".


وتابع: "من الأسباب الأخرى أيضا، أن مبادرة موسكو خرجت من الإطار الشرعي والدولي والقانوني ولدينا مرجعية جنيف، وأي مناقشات مع النظام يجب أن تكون في دولة محايدة، وروسيا طرف غير محايد، وهذه أيضا من الأسباب التي ذكرناها".


أقرب للفشل


ويتابع أسطيفو القول: "العودة للشرعية الدولية والقرارات أيضا ضرورة بالنسبة لنا، وهذا لا يعني أننا لم نقدر الثقل الروسي والدور الذي ممكن تلعبه في المنطقة وخصوصا الأزمة السورية، ولكن هذا الدور نريده أن يكون في سياق الضغط على النظام وليس العكس، الروس هم السبب في عدم نجاح جنيف 2، حيث إنهم لم يقوموا بالضغط على النظام من أجل هيئة انتقالية واسعة الصلاحيات".


وأوضح اصطيفو أن لقاءات موسكو ليس من الممكن أن تخرج بإنجازات، حيث لا يوجد تحضير ولا يوجد جدول أعمال، فالمؤتمر لا أسميه فاشل لكن أعتقد أن موسكو ليس لديها أي حظوظ للخروج بنتائج أو انجازات، الفشل هو معيار نسبي، فمثلا اجتماع القاهرة خرج بلجنة متابعة يحضر لمؤتمر معارضة في ربيع هذه السنة، وموسكو لما تأخذ مبادرة بهذا الشكل أعتقد أن العامل الأساسي لهذا التحرك قد يكون حاجة روسية داخلية أكثر ما يكون دور دولة عظمى تحاول إحداث حل في الوضع السوري.


حركة تمهيدية


من جانبه يقول الصحفي والمحلل السياسي اللبناني، إبراهيم بيرم لـ"دوت مصر": "في رأيي أن الحوار الذي بدأ في موسكو بين بعض المعارضة والنظام، لن يكون له نتائج مباشرة إطلاقا، والروس عملوا من أجل انعقاد هذا المؤتمر وبهذا الشكل، المؤتمر هو حركة تمهيدية وليست عملية سياسية، بالتالي الروس بذلوا جهدا لإقناع النظام للدخول بهذه العملية وانخرط بها النظام، أرادوا أن يقولوا إنهم غير قاصرين عن العمل والمبادرة كونهم شركاء باللعبة  في سوريا".


ويتابع بيرم: "الروس يريدون على الأقل تكريس فكرة أن الحل في سوريا سياسي، وأن معنى ذلك هو حوار بين المعارضة والدولة، أما بالنسبة لاندفاع بعض المعارضة للمشاركة في هذا المؤتمر، فله حساب آخر، فالمعارضة التي تحضر الآن ضعيفة التأثير على الأرض وفي الميدان تحديدا، وبهذه المشاركة تثبت حضورا معينا ولو سياسيا، ومن جانبه النظام أيضا له حسابات أخرى، لا يمكن له أن يرفض أي مباردة حوارية وهو يرفع الشعار التسوية السياسية تأكيدا منه على أن الحل ليس عسكريا وإنما سياسي".