محمد الزهاوي.. عازف إيقاع الإرهاب في ليبيا
"نودع أسدا من أسود الإسلام، وقائدا مغوارا شجاعا محنكا، أقلق الكفار والمرتدين بكلماته، وأرعبهم في ميادين الجهاد وساحات الوغى بصولاته وجولاته، الصارم المسلول على أعداء الدين، القائد المجاهد العابد الزاهد (أبا مصعب) محمد الزهاوي".. هكذا نعى تنظيم أنصار الشريعة في ليبيا، الذي تدرجه الولايات المتحدة ومجلس الأمن الدولي على قائمتيهما للإرهاب، زعيمه، متوعدا بالانتقام لمقتله.
وفيما أكدت مواقع إسلامية ومسؤول بالجيش الليبي، في وقت سابق، مقتل الزهاوي خلال المعارك التي خاضتها الجماعات الإسلامية ضد الجيش في مدينة بنغازي، بعد تكتم عن إصابته استمر 3 أشهر، جاء المسؤول العام الجديد للتنظيم، ويدعى أبو خالد المدني، ليقر بوفاة الزهاوي رسميا، أمس السبت، في بيان وكلمة صوتية منسوبين له.
محمد الزهاوي
هو محمد علي الزهاوي، والملقب بـ"أبي مصعب"، كان معروفا عنه لدى أهل مدينة بنغازي عمله عازفا للإيقاع في فرقة موسيقى شعبية، قبل أن ينتمي إلى الجماعات السلفية، وهو من السجناء السابقين في سجن "أبوسليم" الشهير في العاصمة الليبية طرابلس، فترة حكم الرئيس الراحل معمر القذافي.
عضوا بـ"القاعدة"
انخرط الزهاوي في العمل الجهادي خارج ليبيا، وشارك في القتال إلى جانب تنظيم القاعدة في أفغانستان قبل أن يعود لقتال القذافي، الذي سقط إثر ثورة 17 فبراير/ شباط 2011.
منشقا عن "17 فبراير"
وفي مطلع العام 2012، انشق الزهاوي عن سرايا "راف الله السحاتي" في "كتيبة شهداء 17 فبراير"، المقربة من الإسلامي علي الصلابي، التي كان قائدا فيها، ليعلن تأسيسه لتنظيم "أنصار الشريعة" انطلاقا من بنغازي، ومن ثم درنة (300 كلم شرق بنغازي) وسرت.
مؤسسا لـ"أنصار الشريعة"
والزهاوي يعد من أبرز مؤسسي تنظيم أنصار الشريعة في ليبيا، الذي أكد مرارا وتكرارا، خلال تصريحاته، بأنهم لم يقبلوا بحكم غير "شرع الله"، وكان يجهر منذ البداية بموقفه ضد فكرة الدولة، ورفض الاعتراف بعلم الاستقلال وبالمجلس الوطني الانتقالي، ويصف الديمقراطية بأنها "دين الغرب الكافر".
مهددا لأمريكا
وفي آخر بيان له قبل مقتله، حذر الزهاوي الولايات المتحدة من التدخل في الأزمة الليبية، متوعدا إياها بأنها ستواجه ما هو أسوأ من الصراعات التي خاضتها في الصومال أو العراق أو أفغانستان، متهما الإدارة الأمريكية بدعم اللواء خليفة حفتر، ودفع ليبيا نحو الحرب الأهلية وإراقة الدماء.
فيما تتهم الولايات المتحدة الأمريكية تنظيمه بالضلوع في حادث الاعتداء على سفارتها وقتل سفيرها في بنغازي سبتمبر/ أيلول عام 2012.
قتيلا
الأنباء تضاربت حول وفاة قائد تنظيم أنصار الشريعة، ما بين مقتله على يد قوات الجيش، أو إعدامه من قبل كتيبة "البتار" الجهادية، التي بايعت زعيم تنظيم "داعش"، أبو بكر البغدادي.
فقد ذكرت تقارير إعلامية أن محمد الزهاوي ربما يكون أعدم من قبل كتيبة "البتار الجهادية"، التي تتخذ من مدينة درنة شرق ليبيا مقرا لها، بعد أن رفض مبايعة البغدادي، بعدما قامت باعتقاله وقطع رأسه.
غير أن عضو "مجلس شورى ثوار بنغازي"، حمزة فاروق، كان قد أكد في 12 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إصابة الزهاوي في الاشتباكات التي جرت بمنطقة بنينا في مدينة بنغازي مع قوات حفتر والجيش الليبي، والمعروفة بعملية "الكرامة"، قبل أن تنقطع الأخبار عنه منذ سبتمبر/ أيلول الماضي 2014.
وتأكيدا لذلك، قال المتحدث باسم رئاسة أركان الجيش الليبي، العقيد أحمد المسماري، أمس السبت، "إن الزهاوي كان برفقة قادة آخرين من التنظيم داخل عربة مدرعة تعرضت للقصف خلال اشتباكات بنينا، وأصيب على إثر ذلك هو ومن معه، فيما كثف تنظيم أنصار الشريعة النيران على المنطقة وتمكنوا من إخراجه وحمله إلى المستشفى الليبي الألماني في بنغازي".
وبحسب المسماري، تمكن "تنظيم أنصار الشريعة من نقل الزهاوي إلى مدينة مصراته (غرب) لتلقي العلاج، ثم قام بنقله إلى الخارج لتلقي العلاج في إحدى الدول الغربية، وهناك وافته المنية في إحدى مستشفياتها الأسبوع الماضي".