تمتاز علاقة المغرب بالسعودية بالخصوصية، التي تحسنت في عهد العاهل السعودي الراحل، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حتى أصبحت هي الدولة الأثيرة في قلبه يلجأ إليها في رحلات علاجه وخلال فترات النقاهة مع بقية أفراد الأسرة الحاكمة.

فعلى مستوى المصاهرة بين آل سعود والملكية المغربية، فإن الأمير طلال بن عبد العزيز متزوج الأميرة منى رياض الصلح، ابنة الرئيس رياض الصلح، أول رئيس وزراء للبنان بعد الاستقلال، ولآل الصلح مصاهرة تمتد إلى المغرب، فالأمير الراحل عبد الله، عم الملك الحالي محمد السادس، والأميرة لمياء الصلح تزوجا في 1961، بعدما تعارفا في باريس، حين كانا يتابعان دراستهما.

ولعب الملك عبدالله بشكل شخصي دورا فعالا في محاولات ضم المغرب إلى مجلس التعاون الخليجي، إذ تباحثت دول الخليج عام 2011، ضم المملكة المغربية إلى مجلس التعاون باقتراح من العاهل السعودي الراحل، قبل أن يجري العدول عن الفكرة وتعويض المملكة بمساعدات مالية واستثمارات كبيرة.

وتشير التقارير الصحفية في ذلك الوقت، إلى أن الاقتراح الخليجي هذا لم يكن وراءه سوى العاهل السعودي الراحل، إلا أنه باء بالفشل إثر إبداء قادة دول خليجية معارضتهم للفكرة، خشية تكرار ذات السيناريو اليوناني، الذي أصاب الاتحاد الأوروبي بخسائر اقتصادية فادحة، وخشى أمراء الخليج أن تتحول كل من المغرب والأردن، التي رشحت أيضا لعضوية المجلس لعبء مالي على الأعضاء.

يشار إلى أنه في أعقاب الرفض الذي لقيه المقترح السعودي، جرت الاستعاضة عنه بإقرار حزمة مساعدات مالية يستفيد منها المغرب والأردن، اللذان نال كل منهما ملياري ونصف المليار من الدولارات، ما أوجد صيغة بديلة لرفع الحرج عقب تغذي الآمال لدى القادة والشعبين في كل من الرباط وعمان.

وبحكم الطبيعىة التي تمتاز بها المملكة وبيئتها السياحية، ظل المغرب الوجهة الأولى للملك عبدالله وبقية أفراد الأسرة الحاكمة، ففي 2009 كان الأمير سلطان بن عبدالعزيز يقضي في مدينة أغادير رحلة علاجية.

ومن أشهر المنتجعات السياحية التي تتردد عليها العائلة السعودية في المغرب هي منطقة "أشقار"، التي باع رئيس الحكومة الإسبانية السابق، فيليبي جونزاليس، كل ممتلكاته بها للأسرة الحاكمة بالرياض، وهي ممتلكات عبارة عن منزل من أربعة طوابق محاط بمساحة تصل إلى 5000 متر مربع.

وفور شراء العائلة السعودية ممتلكات جونزاليس، قامت بضمها إلى ممتلكاتها الواسعة بشاطئ الجبيلة بهدف إجراء بعض الإصلاحات لتصبح جميع ممتلكاتها إقامة واحدة. 

تجدر الإشارة إلى أن آخر زيارات العاهل السعودي الراحل كانت إلى المغرب، حين اختتم رحلته العلاجية الأخيرة التي استمرت 3 أشهر بالإقامة هناك، خلال شهر مايو الماضي قبل أن يعود إلى المملكة العربية السعودية.