شيماء الصباغ.. رحلت أم بلال قبل وداعه
"كانت تبكي لمجرد حبس عامل.. كانت تقتطع من قوتها وقوت زوجها من أجل وجبة طعام للعمال.. كانت تشاركنا انتصاراتنا عندما نكسب قضية في حق عامل، كانت تشاركنا غضبنا وألمنا ضد نظام مستمر لم يسقط"، بهذه الكلمات يرثيها رفاقها - حسرة عليها وشفقة على طفلها الوحيد- على مواقع التواصل الاجتماعي.
شيماء الصباغ.. فنانة مسرحية، حاصلة على ماجستير في الفنون الشعبية من أكاديمية الفنون، وباحثة في الفن الشعبي، هي زوجة الفنان التشكيلي "أسامة الشهيلي"، وأم لـ"بلال"، 4 سنوات، تركت كل ذلك من أجل التفرغ للدفاع عن حقوق عمال الإسكندرية.
صباح يوم السبت، 24 يناير 2015.. خرجت "الصباغ" - بحسب رواية لإحدى صديقاتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" – تاركة ابنها "بلال" عند رفيقة لها، حتى تأتي إلى القاهرة من أجل المظاهرة السلمية، التي دعت لها، في ميدان طلعت حرب، على وعد منها أن تعود مساءً إلى الإسكندرية، إلا أن طلقات الخرطوش الغادرة، مجهولة المصدر، بحسب بيان وزارة الداخلية بشأن مقتلها، حالت دون رجوعها لاحتضان طفلها الوحيد "بلال".
انضمت "الصباغ" لحزب التحالف الاشتراكي، منذ عامين، رفضت أن تكون مجرد مسؤولة فنية، واختارت أن تكون مسؤولة العمال بحزب التحالف بالإسكندرية، كانت من أوائل المشاركين في ثورة 25 يناير، لإسقاط نظام مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي، وواصلت ثوريتها في 30 يونيو ضد نظام الإخوان، وكانت تتقدم المظاهرات الاحتجاجية ضد النظامين السابقين.
رغم حاجاتها للعمل، نظرا لظروفها المادية الصعبة، إلا أنها لم تدخر أي أموال نظير مساعدة العمال، حيث نظمت المؤتمر الصحفي الأخير لعمال شركة مساهمة البحيرة، والذي انتهي بصرف جزء من رواتب العمال المتأخرة، وإصدار قرار بحل مجلس إدارة الشركة، دافعت أيضا عن حقوق عمال الغزل والنسيج بالإسكندرية، دون معرفة سابقة جمعتها بهم، وفقا لما نشرته عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".
لم تؤمن - حتى مقتلها - بعودة حقوق شهداء 25 يناير، وأن النظام لم يتغير، بل كانت تتيقن أن المظاهرات هي حق مشروع للشعب المصري، دون تخريب أو عنف، ما دفعها إلى الخروج في مسيرة، في 30 يونيو، تطالب بإسقاط الفاشية الدينية - التي كان يحاول النظام الإخواني إرساء قواعدها- ورحيل مرسي وجماعته.