التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 06:04 ص , بتوقيت القاهرة

خاص| كيف سيواجه "سلمان" أزمة اليمن؟

توقع سياسيون من المملكة العربية السعودية، أن يسير العاهل السعودي الجديد سلمان بن عبد العزيز على خطى شقيقه الملك الراحل عبد الله في التعامل مع الأزمة اليمنية وحث المجتمع الدولي لإيجاد مخرج للأوضاع في اليمن.


وقال سياسيون إن ثلاث أجندات خارجية إيرانية وأمريكية وخليجية تعبث بأمن اليمن، منها من يدعم الحوثيين لمحاربة تنظيم القاعدة، ومنها من يحاول الحفاظ على أمنه ويأخذ موقف الحياد من الحوثيين والقاعدة لإضرارهم بالأمن السعودي.



الحداد لا يمنع من القلق


قال عضو مجلس الشورى السعودي السابق محمد عبد الله آل زولفى، إن حداد السعودية على الملك عبد الله لن يمنع المملكة من مراقبة ما يحدث في اليمن بقلق شديد، مرجعا ذلك بأنه ليس خوفا من أن تتسبب تداعيات الأحداث في اليمن في اندلاع الفتن في المملكة بل خوفا على اليمنيين أنفسهم، لافتا إلى عدم التزام الحوثيين بأي اتفاقات.


وتوقع آل زولفى لموقع "دوت مصر" أن يستمر الملك سلمان بن عبد العزيز على خطى والده الملك الراحل عبد الله في دعم اليمن لإخراجه من محنته بل وحث المجتمع الدولي للتعاون لمساعدة اليمن.


وعما كانت المملكة ستستمر في دعم اليمن اقتصاديا، نفى آل زولفى إمكانية تحقيق ذلك في الوقت الذي لا توجد فيه دولة او حكومة، مشيرا إلى ان المملكة لن تتوانى عن دعم اليمن في حال استقرار الوضع الداخلي، لافتا إلى أن السعودية أكبر دولة في العالم تدعم اليمن اقتصاديا".


واجب أخلاقي تجاه "صالح"


وعن الاتهامات الموجهة للمملكة بدعم الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح (الذي يصب في صالحه الانقلاب الحوثي)، نفى آل زولفى ذلك، قائلا: "ليس صحيحا كنا ندعم الشرعية في اليمن وصالح كان يمثل الشرعية ومن الواجب الأخلاقي أن تنقله المملكة للعلاج بعد الاعتداء عليه حتى أتم شفاءه، ثم عاد إلى اليمن.


وأضاف: ولكن مع تصاعد الأمور في اليمن وجدت المملكة وجود صالح ليس في مصلحة اليمن، فدخلت بمشروع المبادرة الخليجية ثم أجريت انتخابات أتت بالرئيس هادي، لكن الحوثيين ظهروا في المشهد ووصلت الأمور إلى ما هي عليه الان.


وتابع: لكن ما يثار بخصوص وجود اتفاقات سرية بين صالح والحوثيين وأنه ينتظر العودة للحكم مرة أخرى فهذا شأنه وشأن داخلي يخص اليمنيين.


وعن حجم المخاطر التي يمثلها الحوثيون على أمن السعودية، قال آل زولفي: حاولوا في 2009 الاعتداء على الحدود الجنوبية السعودية وتصدت لهم المملكة وهزمتهم هزيمة منكرة ولا اعتقد انهم في مكانة تؤهلهم لإعادة التجربة مرة أخرى.


وأعرب آل زولفى عن خشيته من أن تستغل بعض الجماعات المتطرفة الظروف في اليمن لتقوية التطرف خاصة تنظيم القاعدة والتي تؤثر سلبا على أمن السعودية.



السعودية مستمرة في دعمها لليمن


أما رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية، الدكتور أنور ماجد عشقي، فقال لـ"دوت مصر" أن يسير الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز على نهج الملك الراحل عبد الله، مشيرا إلى متابعة الأول بالقضية اليمنية وكان يستقبل رجال اليمن سواء من شيوخ القبائل أو المفكرين.


وعما كانت السعودية ستستمر في دعم اليمن اقتصاديا، قال عشقي إن المملكة كانت تقدم نوعين من الدعم لليمن أولهما إنساني يتمثل في المستشفيات والخدمات الطبية وهذا سيظل مستمرا، وثانيهما حكومي يتوقف على وجود حكومة شرعية باليمن، قائلا: "إذا حكم اليمن جماعة مسلحة فستتوقف المملكة عن الدعم".


الأجندات الخارجية في اليمن


وعن حجم المخاطر التي يمثلها الحوثيون على أمن السعودية، كشف عشقي عن وجود ثلاث أجندات خارجية لليمن وهم أجندة أمريكية وإيرانية وخليجية سعودية، مشيرا إلى أن الأجندة الإيرانية تدعم سيطرة الحوثيين على اليمن لاختيار الرئيس الذي يريدونه ويوجهونه كما يحلو لهم.


وأضاف: أما الأجندة الأمريكية فتدعم الحوثيين ضد القاعدة في اليمن لما تمثله الأخيرة من تهديد للأمن القومي الأمريكي، مدللا على صحة كلامه بالإشارة إلى كلمة الرئيس الأمريكي في حفل التخرج الكلية الامريكية عندما قال فيها نحن نتحالف مع الحوثيين لضرب الإرهابيين لأنها القوى الوحيدة التي يمكن أن تحارب القاعدة.


وتابع: أما الأجندة الخليجية التي تدعمها المملكة العربية السعودية فترى في كلا الجماعتين الحوثيين والقاعدة شر لها، فتقف موقف الحياد بينهما.


وعن الاتهامات الموجهة للمملكة بدعم الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح (الذي يصب في صالحه الانقلاب الحوثي)، نفى عشقي ذلك، مشيرا إلى أن السعودية تعاملت مع "صالح" كرئيس شرعي لليمن بشكل انساني، وقدرت له تنازله على السلطة لأنه انقذ اليمن من حرب أهلية.


وأضاف: أما عن تعاونه مع الحوثيين فهو تصرف شخصي وعمل داخلي يمني، مؤكدا أن المملكة لا تتدخل في شؤون اليمن الداخلية.


تخوفات خليجية من حرب أهلية


في حين توقع الخبير الاستراتيجي المصري، اللواء جمال مظلوم، لموقع "دوت مصر" أن يسير الملك السعودي الجديد على نهج سابقه، مدللا على ذلك بإدارة الملك سلمان حقيبة الدفاع في عهد الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز.



وقال مظلوم إن الأزمة اليمنية تحتاج إلى حل سلمي، متخوفا من أن تتعقد الأمور وتصل إلى الحرب الأهلية والاقتتال بين أفراد الشعب الواحد.


وعن الخطر الذي يمثله الحوثيون على الأمن السعودي، قال مظلوم أن الأوضاع اليمنية تهدد أمن السعودية ودول الخليج بشكل خطير، مشيرا إلى تكليف دول الخليج الأمين العام لدول التعاون بالوساطة لحل الأزمة في اليمن.