حمدين صباحى..من الثورة الى حلم السلطة
وقف على سلم دار القضاء العالى يوم 25 يناير، بجوار العشرات من أعضاء مجلس الشعب السابقين والعشرات من الشباب الغاضب، وانطلقت المسيرة كاسرة الحاجز الامنى لتنضم الى مسيرات أخرى فى اتجاه ميدان التحرير..هكذا كان حمدين صباحى يوم 25 يناير 2011، الذى تحول بعد 4 سنوات من الثورة الى اختفى "صباحى" نسبياً من الساحة بعد فشله سياسياً والهجوم عليه من جانب الكثير من شركاء الثورة.
"صباحى" معارضاً ل"مبارك"
حمدين صباحى السياسى ذو التوجه الناصرى الذى كان من أشهر النواب المعارضين فى عهد "مبارك"، واستمر نائباً فى مجلس الشعب دورتين متتاليتين من 2000-2005، و2005-2010 .
انضم "صباحى لحركة كفاية منذ تأسيسها فى عام 2004، وكان دوره بارزاً كنائب معارض داخل مجلس الشعب، خصوصاً فى دورة 2005-2010 التى شهدت اتحاداً بين النواب المستقلين الذى كان ينتمى اليهم صباحى ونواب الاخوان المسلمون وشكلوا كتلة معارضة كبيرة داخل المجلس، الى أن جاءت انتخابات مجلس الشعب 2010 والتى شهدت تزويراً واسعاً وجاء المجلس بدون أغلب النواب المعارضين ومنهم "صباحى".
بدأ "صباحى" فى تأسيس حزب "الكرامة" عام 2005، والذى رفضت لجنة شئون الأحزاب اشهار الحزب حتى صدر حكم باشهاره عقب ثورة يناير، وتولى "صباحى" رئاسة تحرير جردة الكرامة التى صدرت فى 2005، وكانت من أشد الأصوات المعارضة لنظام "مبارك".
"صباحى" فى الثورة
شارك حمدين صباحى فى ثورة يناير منذ شرارتها الأولى يوم 25 يناير 2011، ووقف جنباً الى جنب مع نواب الاخوان والمستقلين على سلالم دار القضاء العالى فى ذلك اليوم، وقادوا مسيرة انطلقت فى شوارع وسط البلد وصولاً لميدان التحرير، وظهر "صباحى" مرات عديدة خلال اعتصام ال18 يوم بميدان التحرير".
رحلة البحث عن السلطة
عقب ثورة يناير تحالف حزب الكرامة الذى أسسه "صباحى" مع حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان، وذلك خلال انتخابات مجلسى الشعب والشورى، ولم يترشح "صباحى فى تلك الانتخابات، استعداداً لترشحه للرئاسة.
خاض "صباحى" انتخابات الرئاسة 2012، وعندما فشل فى الوصول الى مرحلة الاعادة، لحصوله على المركز الثالث، طالب بالغاء الانتخابات، والتى انتهت بفوز مرشح جماعة الاخوان محمد مرسى.
انضم "صباحى" لجبهة الانقاذ التى كانت تهدف لاسقاط حكم الرئيس الأسبق محمد مرسى الذى سقط حكمه بالفعل فى 3 يوليو 2013، بعد عزله خلال بيان القوات المسلحة فى ذلك اليوم، والذى ألقاه وزير الدفاع وقتها الفريق أول عبد الفتاح السيسى.
أعلن "صباحى" فى البداية، أنه لن يترشح للرئاسة فى حال ترشح "السيسى"، ثم أعلن ترشحه للرئاسة، وانتقد ترشحه وزير الدفاع "السيسى"، وشهدت الانتخابات اخفاقاً كبيراً ل"صباحى" الذى لم يحصل فيها الا على 3% من أصوات الناخبين.
انتقد "صباحى نتائج الانتخابات واعتبر أنها شابها التزوير، ولكنه اعترف بها وقبلها، خلال مؤتمر صحفى عقب الانتخابات.
الهجوم على "صباحى"
عقب ترشح صباحى فى انتخابات الرئاسة الأخيرة، تعرض لهجوم شرس من الجميع، فأنصار "السيسي" هاجموه بشدة لترشحه أمامه، فيما هاجمه معارضوا السيسى لترشحه فى الانتخابات من الأساس، واتهمه الجانبان بالسعى الدائم وراء منصب الرئيس.
العديد من الحركات الاحتجاجية والتى كانت مؤيدة لصباحى عقب ثورة يناير، هاجمته بسبب ترشحه لانتخابات الرئاسة، واتهموه وقتها بظانه يقوم بدور "الكومبارس" فى الانتخابات التى كانوا يرون أنها محسومة لصالح "السيسى".
كما تعرض "صباحى" لهجوم من بعض مؤيديه بسبب رفضه الانسحاب من السباق الانتخابى بعد تعرض عدد من مندوبيه فى اللجان الانتخابية للاعتقال، اضافة الى مد فترة التصويت فى الانتخابات ليوم ثالث لأول مرة.
وعقب اعلان نتيجة الانتخابات تعرض "صباحى" لموجة كبيرة من النقد والسخرية وانقلب عليه بعض أتباعه أيضاً واختفى عن المشهد كثياً، ولم يعد يظهر الا قليلاً، تارة ينتقد سياسات النظام الحالى، وتارة أخرى يؤيده.