التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 12:04 م , بتوقيت القاهرة

بعد عام من انفجاره.. ما مصير مبنى مديرية أمن القاهرة؟

في فجر مثل هذا اليوم من العام الماضي، استيقظت منطقة وسط البلد على دوي انفجار هز أرجاء المنطقة، ليكتشف الجميع بعدها أن الحادث كان انفجارا بمديرية أمن القاهرة، في منطقة باب الخلق، قبل يوم من الاحتفال بالذكرى الثالثة لثورة يناير.
 
كان حادث التفجير، حسبما وصفه مدير أمن القاهرة حينها، اللواء أسامة الصغير، يعد الأول من نوعه بالعاصمة، حيث استخدم خلاله الإرهابيون مواد متفجرة شديدة القوة تستخدم في الحروب، مشيرا إلى الانفجار تسبب في مقتل 5 شرطيين، وأصيب خلاله 76 من الشرطة والمدنيين، كما أسفر عن إتلاف واجهة المديرية بالكامل وعدد كبير من مكاتبها، بالإضافة إلى هدم واجهة المتحف الإسلامي المقابل للمديرية.

ورغم مرور عام على الحادث، إلا أن مبنى مديرية الأمن لم يتم افتتاحه بعد الواقعة حتى الآن، فيما وعد وزير الداخلية، محمد إبراهيم، في وقت سابق، بافتتاحه بعد 12 شهرا من وقوع الحادث، وهو التاريخ الذي يوافق اليوم السبت، فهل يشهد الوزير افتتاح المبنى مجددا اليوم؟ أم يتم تأجيله إلى موعد آخر؟ 
 
"دوت مصر" يعرض لقراءه التسلسل الزمني لحادث التفجير منذ لحظة حدوثه وحتى الذكرى الأولى له.
 
بيان الصحة

أعلنت وزارة الصحة في ذلك الوقت مقتل 5 شرطيين وإصابة 76 شخصا جراء التفجير، معلنة حالة من التأهب لسرعة إسعاف المصابين في جميع المستشفيات المحيطة بالمديرية. 

ورغم وقوع 5 وفيات من قيادات الأمن إضافة إلى االعديد من الإصابات، إلا أن المتحدث الرسمي لمجلس الوزراء، هاني صلاح، أكد أن الحادث لن يؤثر على احتفالات الذكرى الثالثة لثورة يناير.
 
 
 
المتهمون من "بيت المقدس"
 
بعد جهود أمنية مكثفة بُذلت بعد حادث تفجير مديرية أمن القاهرة، ومن خلال تفريغ الكاميرات، تبين أن هناك "سيارة لانسر" سوداء اللون، وهي نفس السيارة المستخدمة في اغتيال  مسؤول ملف جماعة الإخوان، المقدم محمد مبروك، وأن المتهمين في القضية صادر بحقهم أمر ضبط وإحضار قبل تنفيذ عملية تفجير المديرية، فضلا عن تورطهم في قتل مدير المكتب الفني لوزير الداخلية، اللواء محمد السعيد.

وبتكثيف تحريات رجال الأمن الوطني، تبين أن جميع المتهمين من عناصر "تنظيم بيت المقدس"، وبلغ عددهم أكثر من 125 متهما، منهم من تم القبض عليهم، إضافة إلى آخرين هاربين، وتوفي في الواقعة الشرطيين خالد سمير عطية، ومحمد رشدي عبد الشافي، وتوماس قصدي فكري، وسمير محمد محمد أحمد، إضافة إلى مدير إدارة التحقيقات بالمديرية، هشام عصمت حسن.
 
"T N T"
 
كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة أن المتهمين عقدوا النية لقتل أفراد الأمن المشرفين على تأمين المديرية، موضحة أن العملية استُخدمت فيها 3 سيارات، إحداها كانت تحتوي على 800 كيلو جرام من مادة TNT المستخدمة في التفجيرات، متصلة بدائرة إلكترونية، وهو ما يفسر حجم الخسائر الفادحة في الحادث الإرهابي.
 
إطاحة وترقية
 
أطاح حادث التفجير بمدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، اللواء جمال عبدالعال، من منصبه، حيث تم نقله ليتولى منصب وكيل مصلحة السجون، ثم خرج إلى المعاش بعد بلوغه السن القانوني، وذلك بسبب تقصير الخدمات البحثية التي كانت متواجدة أمام مقر المديرية، والتي لم تفحص السيارة المتوقفة أمام المبنى، التي نفذت العملية الإرهابية.
 
وفي 30 إبريل من ذات العام، أي بعد مرور قرابة 3 أشهر، تمت ترقية مدير أمن القاهرة حينها، اللواء أسامة الصغير، إلى منصب مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن، لتكون مسؤوليته الإشراف العام على مديري الأمن بكافة أنحاء الجمهورية.

 
إخلاء المكاتب
 
وبعد ذلك، تم إخلاء مكاتب مديرية أمن القاهرة، ونقل مكتب مدير الأمن وإدارة الإعلام والعلاقات الإنسانية إلى مقر مديرية أمن حلوان بمنطقة طره، فضلا عن نقل الإدارة العامة للمباحث بكافة مكاتبها والبحث الجنائي إلى مقر كلية الشرطة القديم بالعباسية، وتشمل مكتب مدير الإدارة العامة للمباحث، اللواء محمد قاسم، ومدير الحبث الجنائي، اللواء محمد توفيق، ومكتب الإعلام والعلاقات بالمباحث، ومكاتب قسم التحريات والمخدرات وسرقة المساكن وسرقة السيارات.
 
 
ترميم يتكلف 100 مليون جنيه
 
استلمت شركة المقاولون العرب مبنى مديرية أمن القاهرة بعد حدوث الانفجار مباشرة، وانتقلت المعدات الثقلية والرافعات، وبدأت فى العمل في اليوم التالي من الحادث، وقالمسؤولو الشركة إن عملية الترميم ستستغرق أكثر من 12 شهرا، بسبب وجود مشكلة فى أنظمة الإلكتروميكانيك بالمبنى مثل المصاعد، حيث من المقرر انتهاء الترميم وإعادة هيكلة النظام الإلكتروني على مرحلتين.
 
كما شكلت وزارة الداخلية بتشكيل مجموعة استشارية، عقب قرار شركة المقاولون العرب بوقف أعمال الترميم، وبدورها درست تقرير الشركة الذي قدمته للوزارة، وأشارت إلى أن الترميم سيكلف وزارة الداخلية 100 مليون جنيه على الأقل، وانتهت بعدها أعمال المجموعة إلى مرحلة استكمال أعمال الترميم.
 
المتحف الإسلامي
 
بعد إجراء لجنة حصر تلفيات متحف الفن الإسلامي، تبين تهشم 74 قطعة أثية بالكامل، مع تلفيات في 26 قطعة أخرى، جراء الحادث الإرهابي، فيما تم الانتهاء من ترميم 64 قطعة.