فينانشيال تايمز: على الغرب الاعتراف بمسئوليته تجاه ليبيا
وصفت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية الموقف الأوروبي من ليبيا بالسلبي، ودعت فى افتتاحيتها المنشورة اليوم الثلاثاء إلى ضرورة بذل المزيد من الاهتمام بمجريات الأوضاع هناك.
وأشارت الصحيفة إلى أن محادثات السلام بين الأطراف الليبية في جنيف تحت إشراف الأمم المتحدة هي الفرصة الأخيرة الواقعية لتشكيل حكومة وحدة وطنية، يمكنها أن تنهي الأزمة السياسية التي تعيشها ليبيا، قبل أن تدخل في مزيد من الدماء، مشيرة إلى أن الغرب يتحمل جزء من مسئولية ما يحدث هناك من فوضى.
وقالت الصحيفة فى افتتاحيتها إن ما يدعو للتفاؤل في هذه المحادثات هو أن جميع الأطراف أكدت فشلها في السيطرة على الوضع من تلقاء نفسها، فقد أثبتت الحكومة المنتخبة ديمقراطياً والمعترف بها دوليا أنها ضعيفة جدا لسحق مليشيات مصراتة والإسلاميين، كما اعترفت فجر ليبيا، التي تدعمها جماعة الإخوان وقطر وتركيا، أنها غير قادرة على هزيمة السلطات في طبرق، والتي يدعمها ضباط من جيش القذافي وبعض السياسيين الليبراليين الذين يخشون من سيطرة التيار الإسلامي.
إلا أن الصحيفة اعتبرت أن الغرب تعامل بشكل سلبي وصفته بالغريب مع الأزمة الليبية، حيث تجنب الدبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الملف الليبي، بل واعتبروه ثانوياً وليس على قائمة أولوياتهم في الشرق الأوسط، على عكس الحرب على تنظيم داعش في سوريا والعراق والقضية الإيرانية والملف الإسرائيلي الفلسطيني.
وعللت الصحيفة الموقف الغربي بأنه قد يكون ناتجاً تردد الحكومات في الاعتراف بالعواقب الكارثية لتدخل حلف الناتو في ليبيا، مشيرة إلى أن الحرج ليس عذراً لعدم مواجهة هذا النزاع الذي تتزايد خطورته يوما بعد آخر، فاللعب خلف الكواليس عن طريق تسهيل محادثات السلام بواسطة الأمم المتحدة ليست استجابة كافية وعاجلة لمشكلة بهذه الخطورة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاقتصاد الليبي تعرض لخسائر فاجعة جراء هذه الاضطرابات الأخيرة، فبعد أن وصل إنتاج البترول على 1.6 مليون برميل في اليوم قبل سقوط حكم القذافي، تباطأ إلى حد كبير خلال الفترة الأخيرة، كما لم يتم استغلال الليبيين في المهجر -أغلبهم ذوي مواهب عالية- حتى الآن، فعلى الرغم من أن عددا قليلا منهم قد عاد إلى الأراضي الليبية، إلا أنهم غير قادرين على فعل شيء في ظل هذه الحرب.
واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول: "لأسباب أخلاقية وللمصالح الخاصة، فإن الغرب عليه تغيير دوره، فتورط حلف الناتو في الإطاحة بالعقيد القذافي دليل على أن الغرب يتحمل مسئولية خاصة تجاه ليبيا، بالإضافة إلى أن البلاد تحولت بالفعل إلى منطقة فوضوية خطيرة ومصدر للاجئين وملاذاً آمناً للجهاديين".