سوريات للزواج.. إعلان إلكتروني على هواتف السعوديين
تستقبل الهواتف السعودية والخليجية، رسالة إعلانية مضمومنها "فتيات سوريات للزواج"، كما تتضمن أحد أرقام الذين يساعدون في إتمام هذه الصفقة، وغالبا ما تكون الرسالة مكتوبة باسم فاعل خير، وتم تداول هذه الرسالة خلال الآونة الأخيرة بشكل كثيف.
أوضحت صحيفة "الحياة" اللندنية، اليوم الثلاثاء، أن تلك الرسائل يتم تداولها أيضا عبر وسائل اتصال عدة، إذ يتم إرسالها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتطبيقات الإلكترونية الحديثة مثل الواتساب، ويردد مروجو هذه الرسائل أنهم يسعون إلى تزويج مجموعة من الفتيات اللاتي تقطعت بهن السبل في مناطق القتال.
ولفت الصحيفة، أنها حصلت على وثيقة تم ترويجها على نطاق واسع لتزويج الفتيات السوريات، والتي يدعى من خلالها بأنها موقعة من وكيل وزارة الداخلية لشؤون الحقوق حول السماح لمؤسسة خيرية متخصصة برعاية الأيتام بتزويج الفتيات السوريات من ذوي الشهداء، الذين فقدوا أهاليهم في اتلحرب لمواطنين سعوديين، في حين يزعم بعض مروجيها أن الوثيقة رسمية.
ونصت الوثيقة، على رسالة إعلانية تقول، "لمن يرغب في الأجر، أزوج شابات سوريات يتيمات بألفي ريال فقط، ولا نريد سوى سترهن والأجر.. فاعل خير"، كما كشف أحد المروجين لهذا الرسالة للصحيفة، أنه استطاع تزويج أكثر من 200 فتاة سورية لمواطنين خليجيين خلال العام الماضي 2014، موضحا أنه لا يسعى إلى كسب المال من خلال هذا العمل، وإنما تحقيق الستر للفتيات.
كما أفاد أنه يستقبل آلالاف الاتصالات والرسائل النصية التي يرغب أصحابها بالزواج، إضافة إلى استقباله طلبات زواج من الفتيات أنفسهن، مبينا أن أكثر الطلبات التي تلقاها من رجال خليجيين، كما لفت إلى أنه منذ اندلاع الحرب السورية في أوائل العام 2011؛ سعى إلى المكاتب الخيرية وذلك للتعريف بنفسه كفاعل خير لتزويج الفتيات السوريات، إلى جانب أنه أصبح معروفا لدى الراغبين بالزواج في عدة دول خليجية.
جدير بالذكر، أن قضية تزويج الفتيات السوريات تم طرحها أكثر من مرة، خاصة تزويج القاصرات منهن إلى رجال عرب وأجانب، وذلك في مقابل مبالغ مالية ضئيلة، وكانت منظمات حقوق الإنسان تفاعلت مع انتشار حالات تزويج السوريات.
وفي الـ16 من مايو/آيار الماضي، أنشئت صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، تحت عنوان "لاجئات سوريات للزواج"، لتستقطب أكثر من 18 ألف عضو في أقل من أسبوع من إنشائها، وقبل أن يتم إغلاقها بضغط من ناشطين، واعتبر مراقبوا مثل هذه الدعوات أنها حفلة من هتك الأعراض والاتجار المجاني بالنساء، فيما أشارت الولايات المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان في تقارير عدة إلى حجم الاستغلال الجنسي والنفسي الذي تتعرض له اللاجئات السوريات، مطالبة بوقفه بشكل عاجل.
وتعد أكثر حالات الزواج بين الفتيات السوريات تشمل القاصرات من اللاجئات، خاصة أن قرارهن في أيدي أولياء أمورهن، بينما يبلغ عدد الفتيات السوريات المسجلات في سجلات مفوضية اللاجئين في لبنان بين 12 و17 عاما، حوالي 62 ألف لاجئة، واللاتي يعتبرن في دائرة الخطر، في حين تبلغ نسبتهن في مصر 5.6%، وتصل في العراق إلى 7.4% من عدد اللاجئين السوريين، فيما تبلغ نسبة الطفلات التي بين عام و17 عاما في الأردن ما نسبته 26.3% من اللاجئين.