التوقيت الأحد، 22 ديسمبر 2024
التوقيت 03:32 م , بتوقيت القاهرة

لهذه الأسباب قصفت إسرائيل موكب "حزب الله"

أبرز موقع "النهار" اللبناني، اليوم الاثنين، أسباب الغارة الإسرائيلية، التي استهدفت موكبا لـ"حزب الله" جنوبي سوريا، وراح ضحيتها 6 من قيادات الحزب.


وذكر الموقع، في تقرير له، إنه في نهاية السنة الماضية كان لافتا تركيز التوقعات الإسرائيلية العسكرية على احتمال أن تحمل سنة 2015 مواجهة جديدة مع "حزب الله" رغم الادعاءات بأن هذا ليس من مصلحة إسرائيل، وأنه من الأفضل ترك الحزب يغرق في أتون الحرب الأهلية السورية، ومواجهة المخاطر المحدقة به في لبنان من جانب التنظيمات الجهادية المتشددة.


لكن في الوقت عينه فقد اجمعت جميع هذه التوقعات على أن "حزب الله" في الوقت الراهن يشكل بترسانته الصاروخية، التي تشمل أكثر من 100 ألف صاروخ يمكنه أن يصل إلى أي نقطة في تل أبيب، وبالخبرة القتالية التي اكتسبها من خلال مشاركته في الحرب في سوريا، أصبح أهم قوة عسكرية في المنطقة تهدد إسرائيل، بعد تفكك الجيش السوري جراء سنوات الاقتتال الداخلي، وانشغال الجيش المصري بالشأن الداخلي.


فما الذي دفع بالقيادتين العسكرية والسياسية في إسرائيل اليوم إلى تنفيذ هذا الاغتيال، الذي يشكل تحديا كبيرا للحزب اللبناني واستفزازا لأمينه العام، بحسب تقرير الموقع، وإلى أي حد تشكل حادثة الاغتيال محاولة إسرائيلية لاستدراج الحزب للرد، بالتالي إشعال الحدود مع لبنان؟


وقال الموقع اللبناني إنه في ظل الصمت الإسرائيلي الرسمي عن الاعتراف بالعملية التي تحمل بصمات لا لبس فيها، تشير تعليقات الصحف الإسرائيلية إلى أن القيادتين العسكرية والسياسية في تل أبيب قد درستا جميع الاحتمالات وأخذتها في حساباتها قبل تنفيذ الهجوم، من الرد المحدود مرورا بالهجمات على أهداف إسرائيلية في الخارج، وصولا إلى رد شامل ومواجهة عسكرية واسعة النطاق.


ففي رأي الباحث في معهد دايان، إيال زيسر، يضع الهجوم الأخير زعيم "حزب الله"، حسن نصرالله، أمام المعضلة عينها التي واجهها بعد اغتيال عماد مغنية قبل 8 سنوات، والسؤال المطروح هل سينجر الحزب إلى رد مباشر على الاغتيال أم سيضبط نفسه ويؤجل ذلك حتى تنضج الظروف؟ وهل سيختار ردا محدودا على جبهة مزارع شبعا؟ أم عملية واسعة ونوعية ضد أهداف إسرائيلية في الخارج؟


أما المعلق ألون بن ديفيد في صحيفة "معاريف" فرأى أن الهجوم يفتح جبهة جديدة مع "حزب الله" في الجولان، ويسعى إلى توريط إيران أيضا إذا صح خبر مقتل ضابط إيراني في الهجوم هو علي طبطبائي، الذي يقض مضاجع قادة الجيش الإسرائيلي منذ تعيينه قائدا لـ"قوات التدخل" في الحزب، وهي قوة هجومية موازية لقوات النخبة في حركة "حماس"، التي فاجأت إسرائيل في الصيف الماضي في عملية تسلل نوعية عبر الأنفاق.


أما رون بن يشاي، المعلق العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فاعتبر الهدف من الهجوم إحباط الخطط، التي كان يعدها الحزب ضد إسرائيل انطلاقا من هضبة الجولان، واسترجاع إسرائيل قدرتها على ردع الحزب التي تآكلت في الفترة الأخيرة.


لكن عملية الجولان طرحت تساؤلات داخل إسرائيل بشأن صلتها بالمعركة الانتخابية الدائرة، بحسب التقرير اللبناني، وما إذا كان هدفها زيادة التأييد لنتنياهو زعيم الليكود، الذي أظهرت الاستطلاعات الأخيرة تراجعه، وهل هجوم الجولان هو مجازفة خطيرة قد تجر نتائج وخيمة على إسرائيل؟ وإلى أي حد يمكن الاعتماد على عدم رغبة إيران والحزب للتورط في مواجهة عسكرية واسعة مع إسرائيل؟ وهل ما حدث بداية تصعيد خطر على الحدود مع لبنان سيدفع ثمنه الإسرائيليون كلهم؟