التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 06:00 ص , بتوقيت القاهرة

البيان الختامي للقاء السيسي ورئيس الوزراء الياباني

وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، الدعوة لرئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، للمشاركة في المؤتمر الاقتصادي المقرر عقده في شرم الشيخ مارس المقبل، وكذا لقيادات وممثلي مجتمع الأعمال الياباني، فى ضوء فرص الاستثمار التي سيتيحها المؤتمر، والجهود التي تبذلها الحكومة لتوفير مناخ جاذب للاستثمار، وانخراطها في تنفيذ العديد من المشروعات القومية العملاقة، معربا عن التطلع لمشاركة الشركات اليابانية فيها.


وصرح المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، السفير علاء يوسف، بأن الرئيس أعرب أيضا عن تقدير مصر للدعم الياباني على مدار العقود الماضية، وعن تطلعنا لانطلاقة جديدة في علاقات التعاون بين البلدين، لا سيما على الصعيد الاقتصادي والتنموي، ونوه لأهمية مواصلة الحكومة اليابانية دعمها لمختلف قطاعات الاقتصاد المصري وفي إطار شراكة تنموية، تسهم فيها الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا).


وذكر المتحدث الرئاسي أن رئيس وزراء اليابان قد أعرب بدوره عن اعتزازه بالعلاقات التي تجمع بين البلدين، مشيرا إلى أن مصر هي أول دولة يقوم بزيارتها عقب فوزه في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وأعرب عن تطلع اليابان لتعزيز العلاقات مع مصر ومواصلة الدعم الموجه لها في العديد من المجالات، لا سيما في الكهرباء والطاقة والتعليم والصحة، وتوسيع هذا التعاون إلى مجالات أخرى تساهم في دعم العملية التنموية.


كما أبدى رئيس الوزراء، آبي، اهتمام الجانب الياباني بالمشاركة فى المشروعات القومية في مصر، لا سيما مشروع تنمية محور قناة السويس، بما يدعم العلاقات الثنائية، مشيرا الى قيام حكومته بتشجيع الشركات اليابانية على المشاركة بفعالية في مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري الذي سيعقد مارس المقبل.


وأكد مساندة بلاده للجهود التي تبذلها مصر في سبيل محاربة الإرهاب، مشيدا بتوجهات الرئيس السيسي الرامية لمحاربة الفكر المتطرف ومكافحة ظاهرة الإرهاب، كما الدعوة للرئيس لزيارة اليابان من أجل مواصلة التشاور وتعزيز العلاقات الثنائية، ومشاركة مصر في المؤتمر العالمي الثالث للحد من الكوارث، الذي ستستضيفه اليابان في مارس 2015.


من ناحية أخرى، تضمنت المباحثات بين الرئيس السيسي ورئيس وزراء اليابان استعراض الوضع الدولي والإقليمي، حيث تم تبادل وجهات النظر حيال القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك، لاسيما على صعيد القضية الفلسطينية، فضلاً عن الجهود المبذولة على المستوى الدولي في سبيل منع الانتشار النووي. وقد تناول الرئيس السيسي الاتصالات التي تقوم بها مصر من أجل تشجيع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على المضي قدماً في العملية السلمية من أجل التوصل لتسوية تقوم على حل الدولتين، وتلبي تطلعات الشعب الفلسطيني في إقامة دولة تعيش في سلام وأمن مع إسرائيل. وقد أعرب رئيس وزراء اليابان عن تقديره للدور المصري في تحقيق السلام والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، مبدياً دعم بلاده للجهود المصرية المبذولة مع كل من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في هذا الصدد.


وعقب اللقاء أقام الرئيس السيسي مأدبة غداء على شرف رئيس الوزراء الياباني والوفد المرافق له، وفيما يلي نص بيان البيان الختامي للقاء:


بسم الله الرحمن الرحيم


بداية أرحب بالسيد "شينزو آبي" رئيس وزراء اليابان في زيارته الثانية للقاهرة.. والوفد المرافق لسيادته.. وأُؤكد اعتزاز الشعب المصري بالعلاقات التاريخية مع شعب اليابان الصديق.. فالمصريون ينظرون للتجربة اليابانية بإعجاب وتقدير.. باعتبارها نموذجا يحتذى في العمل الجماعي.. والإتقان والانضباط.. والابتكار.


كما أتوجه بالتهنئة للسيد رئيس الوزراء "آبي" على فوز حزبه "الليبرالي الديمقراطي" بالانتخابات التشريعية التي جرت الشهر الماضي.. التي أعقبها تكليفه برئاسة الحكومة لولاية ثالثة.. الأمر الذي يعكس ثقة الشعب الياباني في رئيس الوزراء وحكومته على كافة الأصعدة.. متمنيا له النجاح في تنفيذ سياساته.


وأعرب أيضاً عن تقدير مصر .. حكومةً وشعباً .. للدعم الياباني على مدار العقود الماضية.. وعن تطلعنا لانطلاقة جديدة في علاقات التعاون بين البلدين .. لا سيما على الصعيد الاقتصادي والتنموي.. حيث تشهد مصر مرحلة البناء واستكمال مؤسساتها من خلال إجراء الانتخابات البرلمانية في 21 مارس المقبل ..
تحقيقاً لتطلعات الشعب المصري نحو الديمقراطية والاستقرار والعدالة والتنمية.


وفي هذا الإطار .. فقد وجهت الدعوة للسيد رئيس الوزراء "آبي" لمشاركة يابانية واسعة.. في المؤتمر الاقتصادي المُقرر عقده في شرم الشيخ مارس المقبل.. وكذا لقيادات وممثلي مجتمع الأعمال الياباني.. في ضوء الفرص الواعدة للاستثمار التي سيتيحها المؤتمر .. والجهود التي تبذلها الحكومة لتوفير مناخ جاذب للاستثمار.. وانخراطها في تنفيذ العديد من المشروعات القومية العملاقة.. وعلى رأسها مشروع تنمية محور قناة السويس.. وغيره من المشروعات الهامة في مجالات الطاقة المتجددة والنقل والكهرباء.. التي نأمل أن تشاركنا فيها الشركات اليابانية.


وأنه يُسعدني أن اتفقت مع ضيف مصر الكبير على مواصلة الحكومة اليابانية دعمها لمختلف قطاعات الاقتصاد المصري.. في إطار شراكة تنموية.. تُسهم فيها الوكالة اليابانية للتعاون الدولي "جايكا".. الأمر الذي ينعكس إيجابا على المستوى المعيشي للمواطن المصري.


وإذ أؤكد أن مصر لن تنسى مُساهمة اليابان القيمة في إنشاء دار الأوبرا المصرية.. وكوبري السلام العملاق.. الذي يصل قارة إفريقيا الحبيبة بالقارة الآسيوية الصاعدة.. أشير أيضا إلى مجالات التعاون التي نأمل أن تُسهم هذه الزيارة في دفعها.. خاصة في القطاعات الحالية للتعاون كالكهرباء والطاقة.. والنقل.. والصحة.. والتعليم.. والتخطيط.. كذلك في القطاعين الثقافي والعلمي والتكنولوجي.. من خلال التعاون في تنفيذ مشروع "المتحف المصري الكبير".. ومشروع "الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا" ببرج العرب.. الذي يحظى برعاية السيد رئيس وزراء اليابان وبرعايتي الشخصية.. حتى تُصبح هذه الجامعة نموذجا ناجحا للتعاون الثلاثي بين اليابان ومصر مع الأشقاء الأفارقة.


كما أنني آمل في عودة حركة السياحة اليابانية إلى مصر الآمنة والمستقرة.. لما يحققه ذلك من قيمة مضافة للاقتصاد الوطني.. وتعميق للتواصل الحضاري بين الشعبين الصديقين.. الذي بدأ منذ وصول أول بعثة من الساموراي إلى مصر عام 1862.. وسوف يستمر لأجيال قادمة.


وقد تضمنت المباحثات مع السيد رئيس وزراء اليابان استعراض الوضع الدولي والإقليمي.. حيث تبادلنا وجهات النظر حيال القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.. لا سيما على صعيد القضية الفلسطينية.. وكذا ما يتعلق بالتطورات التي تشهدها بعض الدول العربية الشقيقة خاصة ليبيا وسوريا والعراق.


كما تطرقنا أيضا إلى مناقشة انتشار ظاهرة الإرهاب .. حيث توافقت الرؤى حول تنسيق جهودنا مع جهود المجتمع الدولى لمُكافحة هذه الظاهرة البغيضة بمختلف أشكالها .. وعدم اقتصار التعامل معها على الجوانب العسكرية والأمنية فحسب .. حيث ينبغى الاهتمام بالأبعاد التنموية والثقافية ونشر ثقافة التعايش وقبول الآخر.. إضافة إلى الضرورة الملحة لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.. والتوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية.. من أجل القضاء على الذرائع التي تستند إليها التنظيمات الإرهابية لتبرير أعمالها.. واستقطاب المزيد من العناصر لصفوفها من مختلَف مناطق العالم.


وبهذه المناسبة.. أعرب عن تقديري لما أكده السيد رئيس وزراء اليابان من حرص حكومته على دعم استقرار مصر.. باعتبارها ركيزة الاستقرار في هذا الجزء من العالم.


وفي الختام.. أُجدد التحية والتقدير لضيف مصر الكريم.. السيد رئيس وزراء اليابان "شينزو آبى" وللوفد المرافق.. إلى أن نلتقي مجددا في مؤتمر شرم الشيخ ثم في طوكيو .. حيث قبلت دعوته الكريمة لزيارتها في المستقبل القريب.. لاستكمال مشاوراتنا وجهودنا المشتركة لتحقيق السلام والاستقرار.